[الشبهة السادسة والعشرون مخالفة السنة للواقع المشاهد]
منكرو السنة المعاصرين حاطبو ليل، لا يفرقون وهم يجمعون الحطب بين أعواده وبين أجسام الحيات والثعابين، ثم أنهم - كما أشرنا من قبل - يفرضون جهلهم على حقائق الإيمان، ويجعلونه هو المقياس عندهم بين الحق والباطل، والخطأ والصواب.
وقد حشدوا في معركتهم مع السنة كل ما وصت إليه جهالاتهم وأوهاوهم ظانين أن بضاعتهم الكاسدة يكون لها رواج في يوم ما عند الناس.
وفي هذه الشبهة يدعون أن من الحديث الصحيح ما يخالف الوافع المشاهد، فهي إذن أحاديث كاذبة إن كان الني قالها، أو مكذوبة عليه، وإن صح سندها عند علماء الحديث.
ومما ذكروه دليلاً على هذا جملة من الأحاديث نذكر منهما اثنين توخياً للإيجاز:
الحديث الأول:
ما رواه الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال فيه" "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قُبِرَ الميت أتاه ملكان أسودان" ثم جاء في الحديث:
"فيقال للأرض التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال معذباً حتى يبعثه الله".
هذا الحديث عندهم مكذوب على رسول الله رغم صحته، وسبب الحكم عليه عندهم بالكذب أمران: