للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأَرْضِ} ١ لكمال علمه، وقوله تعالى: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} ٢ لكمال قدرته. {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} لكمال حياته وقيُّوميته. {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} ٣لكمال جلاله وعظمته وكبريائه، وإلاَّ فالنفي الصِّرف لا مدح فيه، ألا يُرى أن قول الشاعر٤:

قُبَيِّلةٌ لا يَغْدِرُونَ بذمةٍ ... ولا يَظْلِمُونَ النَّاس حَبَّةّ خَرْدَلِ

لمَّا اقترن بنفي الغدر والظلم عنهم ما ذكره قبل هذا البيت وبعده، وتصغيرهم بقوله ((قُبيِّلة)) عُلم أن المراد عجزهم وضعفهم، لا كمال قدرتهم. وقول الآخر٥:

لَكِنَّ قّوْمِي وإنْ كَانُوا ذَوِي عَدَدٍ ... لَيْسُوا مِنَ الشَّرِّ في شَيءٍ وإنْ هَانَا

لما اقترن بنفي الشر عنهم ما يدل على ذمهم، عُلم أن المرادعجزهم وضعفهم أيضاً٦.

واعلم أن هذين الاسمين أعني: الحي القيوم مذكوران في القرآن معاً في ثلاث سور٧ كما تقدم، وهما من أعظم أسماء الله الحسنى، حتى قيل: إنهما


١ سورة سبأ، الآية: ٣.
٢ سورة ق، الآية: ٣٨.
٣ سورة الأنعام، الآية: ١٠٣.
٤ هو النجاشي: قيس بن عمرو بن مالك، أصله من نجران، رُوي أنه كان ضعيفاً في دينه (ت: نحو٤٠?) . انظر خزانة الأدب (٤/٧٦) ، والأعلام (٥/٢٠٧) . والبيت من قصيدة هجا بها قيسٌ ابن أُبي بن مقبل من بني العجلان. انظر خزانة الأدب (١/٢٣١، ٢٣٢) .
٥ قال في خزانة الأدب (٧/٤٤١) : إن البيت لقُرَيْط بن أُنيف العنبري. والبيت أيضاً في مغني اللبيب (١/٢٥٧) .
٦ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٦٨، ٦٩) ، وانظر أيضاً، ص (٨٩) .
٧ سورة البقرة في الآية (٢٥٥) وفي سورة آل عمران، الآية (٢) وفي سورة طه، الآية (١١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>