للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٦٨ - و (إن الله لا يعذب بقطع الرزق).

لم يرد بهذا، وفي معناه عند (ط) عن أبي سعيد: "إن الرزق لا تنقصه المعصية، ولا تزيده الحسنة، وترك الدعاء معصية".

(عس) عن ابن مسعود: "ليس أحد بأكسب من أحد، قد كتب الله النصيب والأجل، وقسم المعيشة والعمل، والرزق مقسوم، وهو آت علي ابن آدم، على أي سيرة سارها، ليس تقوي تقي تزايده، ولا فجور فاجر يناقصه، وبينه وبينه ستر، وهو في طلبه".

ويحكى أن كسرى غضب على بعض مرازبته، فاستؤمر في قطع عطائه، فقال: يحط عن مرتبته، ولا ينقص من صلته، فإن الملوك تؤدب بالهجران، ولا تعاقب بالحرمان.

وروى الدينوري عن الفضيل في قوله تعالي ﴿وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ (١) قال: المخلوق يرزق، فإذا سخط قطع رزقه، والله تعالى يسخط، ولا يقطع رزقه.

وقد يعارضه ما رواه (أ، ن، ما، ع، ط، عس) وابن منيع، والضياء في (المختارة) عن ابن عباس: "إن الدعاء يرد القضاء، وإن البر يزيد في العمر، وإن العبد ليحرم الرزق بذنب يصيبه" ثم قرأ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ﴿إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (١٧) وَلَا يَسْتَثْنُونَ﴾ (٢) في آثار أخرى.

وقد يجاب بأن ما يقضيه الله تعالى للعبد من أجل أو رزق أو بلاء تارة يكون مبرمًا، وهذا لا يؤثر فيه الدعاء والبر والطاعة، وتارة يكون معلقًا على صفة، وقد سبق في القضاء وجودها، فهذا يؤثر فيه ما ذكر، ويكون ذلك من


(١) سورة سبأ: ٣٩.
(٢) سورة القلم: ١٧، ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>