وفي رواية "بالقول، ما قال عبدٌ لشيء: والله لا أفعله. إلا ترك الشيطان كل شيء، وولع به؛ حتى يؤثمة".
قال ابن الجوزي: موضوع، وأعترض.
وروى الدينوري في المجالسة".
عن الواقدي قال: قال معاوية بن أبي سفيان يوما لعبيد بن [شريد الجرثمي](١): أخبرنا بأعجب شيء رأيته. فقال: إني نزلت بحى من قضاعة، فخرجوا في جنازة رجل من بني عُذْره، يقال: له حريث، وخرجت معهم، حتى إذا واروه في حفرته، تنحيت جانبا من القوم، وعيناي تذرفان بالبكاء، ثم تمثلت بأبيات من الشعر، كنت أرويها قبل ذلك بزمان طويل:
استقدر الله خيرًا وارضين به … فبينما العسر إذ دارت مياسير
وبينما المرء في دنياه مغتبطًا … إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه … وذو قرابته في الحي مسرور
قال: وإلى جانبي رجل يسمع ما أقول، فقال لي: يا عبد الله، هل لك علم بقائل هذه الأبيات؟ فقلت: لا والله، إلا إني أرويها منذ زمان، فقال: والذي يحلف به، إن قائلها لصاحبنا الذي دفناه آنفا الساعة، وهذا الذي تراه ذو قرابته أسر الناس بموته، وأنت الغريب تبكي عليه، كما وصفت قال: فعجبت لما ذكر في شعره، والذي صار إليه من قوله، كأنه ينظر إلى مكانه من جنارته، فقلت: إن البلاء موكل بالمنطق. فذهبت مثلًا.