وأُخِّر بالآخر سنة، قال طلحة بن عبيد الله: فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد، فتعجبت لذلك فأصبحت، فذكرت ذلك للنبي ﷺ، أو ذكر لرسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ:"أليس قد صام بعد رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة".
وأخرجه (ما، حب) من حديث طلحة - بنحوه - أطول منه، وزاد في آخره:"ولما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض".
وعند (أ) عن عبد الله بن شداد و (ع) عنه عن طلحة، ورواتهما رواة الصحيح: أن نفرًا من بني عذرة - ثلاثة - أتوا النبي ﷺ، فأسلموا، فقال النبي ﷺ:"من يكفيهم؟ " فقال طلحة: أنا، فكانوا عند طلحة، فبعث النبي ﷺ بعثا، فخرج فيه أحدهم، فاستشهد، ثم بعث بعثًا، فخرج فيه آخر، فاستشهد، ثم مات الثالث على فراشه، قال طلحة: فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة، فرأيت الميت على فراشه أمامهم، ورأيت الذي استشهد أخيرا يليه، ورأيت أولهم آخرهم، قال: فدخلنى من ذلك، فأتيت النبي ﷺ، فذكرت ذلك له، فقال:"وما أنكرت من ذلك، ليس أحد أفضل - عند الله - من مؤمن يُعمِّر في الإسلام لتسبيحه؛ وتكبيره؛ وتهليله".
وعند مالك (أ) بإسناد حسن (ن) عن سعد بن أبي وقاص قال: كان رجلان أخوان هلك أحدهما قبل صاحبه بأربعين ليلة، فذكرت فضيلة الأول منهما عند رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ:"ألم يكن الآخر مسلمًا؟ " قالوا: بلى، وكان لا بأس به. فقال رسول الله ﷺ:"وما يدريك ما بلغت به صلاته إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب يمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فما ترون ذلك يبقى من درنه فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاته".