ثم أورد السخاوي آخر ما عند (حا) في آخر مناقب الشافعي في قوله: إن من الأدب على الطعام قلة الكلام.
قلت: أما أصل الكلام للمؤانسة كمدح الطعام، فإنه سنة، كما في (م) عن جابر أن رسول الله ﷺ سأل أهله الأدم فقالوا: ما عندنا إلا الخل فدعا به فجعل يأكل منه ويقول: نعم الأدام الخل، نعم الأدام الخل، نعم الأدام الخل، قال جابر: فما زلت أحب الحل منذ سمعتها من رسول الله ﷺ.
فإن هذا الحديث صريح في أنه كان يأكل ويتكلم، ولا يفهم من كلام الشافعي أن ترك الكلام بالكلية سنة أو أدب بل قلته بخلاف كثرة الكلام والتشدق به بحيث يتطاير الطعام من فم المتكلم فإنه خلاف الأولى أو مكروه كما يؤخذ من قوله ﷺ:"شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به يأكلون من الطعام ألوانًا ويتشدقون في الكلام".
أخرجه (نيا، ط) في الحديث عن عبد الله بن جعفر وسنده ضعيف.
إذ يجوز أن يكون ذمهم بأكل الطعام وهم يتشدقون فتكون الواو للحال وإن كان التشدق بالكلام مذمومًا مطلقًا.
١٣٦٠ - ث (كما تدين تدان).
(ي، عم، هـ) في (الأسماء والصفات)(هـ) عن ابن عمر: البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت فكن كما شئت فكما تدين تدان.
وأخرجه (هـ) في (الزهد)، وفي (الجامع) عن أبي قلابة مرسلًا، ووصله (أ) عن أبي الدرداء موقوفًا.
وعند (عم) في ترجمة أبي زرعة يحيى بن أبي عمرو الشيباني عنه أنه قال: مكتوب في التوراة كما تدين تدان وبالكأس الذي تسقى به تشرب.
وعند النجم (١) عن فضالة بن عبيد مكتوب في الإنجيل كما تدين تدان،