فذهبت ثم رجعت بقدح من الخمر تحمله فسألاها نفسها فقالت: لا والله حتى تشربا هذه الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة: والله ما تركتما من شيء أبيتماه عليّ إلا فعلتماه حتى سكرتا فخيرًا عند ذلك بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا.
وممن صحح هذه القصة من المتأخرين الحافظ ابن حجر، والسيوطي والوالد ولا عبرة بإنكار من أنكرها كالفخر الرازي والقرطبي فإنهم ليسوا في رتبة المصححين رواية ودراية على أن المصحح مثبت وما اشتملت عليه القصة من الممكنات التي تجوز عقلًا.
"تتمة": اشتهر ضرب المثل في السحر بهاروت وماروت وعند (نيا) في (ذم الدنيا)(هـ) عن أبي الدرداء: احذروا الدنيا فإنها أسحر من هاروت وماروت".
وللحكيم الترمذي في (نوادر الأصول) عن عبد الله بن بشر المازني: "اتقوا الدنيا فوالذي نفسي بيده إنها لأسحر من هاروت وماروت".
(قط) في (رواية مالك) عن ابن عمر قال أخي عيسى: معاشر الحواريين احذروا الدنيا لا تسحركم لهي والله أشد سحرًا من هاروت وماروت وأعلموا أن الدنيا مدبرة والآخرة مقبلة وأن لكل واحدة منها بنون فكونوا من أبناء الآخرة دون أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا الحساب ولا عمل".
٢٢٢٠ - ز (ها هنا تسكب العبرات قاله النبي ﷺ وهو عند الحجر الأسود)
(ما، حا، نيا) عن ابن عمر قال: استقبل رسول الله ﷺ الحجر فاستلمه ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلًا فالتفت فإذا هو بعمر يبكي فقال: يا عمر ها هنا تسكب العبرات".