للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر". (١)

وقال: "وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى، ونفى عن الله تعالى النقائص، فقد سلك سبيل الهدى" (٢).

النموذج الثاني:

ومنه ما جاء في تفسير قوله تعالى:

{وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (٤٢)} (٣).

قال الزّمخشري في تفسير قوله: " {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: وصَفهم بالمكر، ثم جعل مكرهم كَلَا مكرٍ بالإضافة إلى مكره فقال: {فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا}، ثم فسّر ذلك بقوله:

{يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ}؛ لأن من علم ما تكسب كل نفسٍ، وأعدّ لها جزاءها فهو المكر كله، لأنه يأتيهم من حيث لا يعلمون، وهم في غفلةٍ مما يراد بهم" (٤).

الشاهد: من الخطأ في التفسير جعلُ المفسر قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ} تفسيرًا متصلًا لما سبقها وهو قوله: {فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا}؛ بقصد نفي صفة المكر وتنزيه الله تعالى عنها، وفقًا لمقرراتهم السابقة.

والصَّواب: أنه يجب إثبات ما أثبته الله لنفسه من الصفات كما يليق بجلال الله


(١) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (٣/ ٤٢٧) باختصار.
(٢) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (٣/ ٤٢٧).
(٣) سورة الرعد: ٤٢.
(٤) الكشاف (٢/ ٥٣٥).

<<  <   >  >>