ذم الله الشعراء بقوله:{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ}، ولم يخصِّص بذلك بعض الغواة دون بعض، وأَتبع الآية بذكر بعضٍ من صفات الشعراء التي استحقوا بسببها الذم بقوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ}، ثم جاء ببيانٍ للآية الأولى بأن استثنى منهم صنفًا بقوله:{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا}، وهذا الاستثناء يدخل فيه شعراء الأنصار وغيرهم، ومن كان متلبسًا من شعراء الجاهلية بذم الإسلام وأهله، ثم تاب وأناب، ورجع وأقلع، وعمل صالحا، وذكر الله كثيرا في مقابلة ما تقدم من الكلام السيئ، فإن الحسنات