للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعنى "نص" في قول الناظم، و"نص الفرقان" كاملة، أي: كلمة "الرياح" الواقعة في "الفرقان".

وقوله: "كذا" خبر مبتدأ محذوف: تقديره الرياح، واسم الإشارة راجع إلى الثلاثة الأول، وقوله: و"نص المقنع" مبتدأ، ومضاف إليه، و"بالحذف": خبره، ومعنى النص هنا اللفظ الدال على معنى لا يحتمل غيره، وقوله: "عن تتبع" متعلق بمحذوف تقديره قلت ذلك عن تتبع، أي: اطلاع ومعنى المأثور في قوله: "ليس بالمأثور: المروي، والفاء في قوله "فاحذف" زائدة.

ثم قال:

. . . . . . . . . . . . . . . ... ولفظ إحسان أتى في المنصف

مع شعائر وجاء حذف ذين ... في نص تنزيل بغير الأولين

يعني أن لفظ "إحسان" ولفظ "شعائر" جاء كل منهما بالحذف عن "البلنسي" في "المنصف" حيث وقعا من غير استثناء، وجاء حذفهما في نص "التنزيل"، لأبي داود إلا اللفظين الأولين منهما، وأما "إحسان" الأول فهو الواقع، أولا في "البقرة وهو: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى} ١، وهو متعدد فيها وفيما بعدها ومنوع نحو: {وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَان} ٢ {أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} ٣ {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى} ٤، {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ} ٥، وهو مع اتحاده متعدد فيما بعدها نحو: {لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ} ٦، وقد سكت أبو داود عن "إحسان" و"شعائر" الأولين ولذا استثناها الناظم، والراجح وبالحذف فيهما حملا على النظائر، وبالحذف فيهما، وفي نظائرهما حيث وقعت جرى العمل عندنا.

ثم قال:

حيث أصابعهم والبرهان ... نكالا الطاغوت ثم الإخوان


١ سورة البقرة: ٢/ ٨٣.
٢ سورة البقرة: ٢/ ١٧٨.
٣ سورة البقرة: ٢/ ٢٢٩.
٤ سورة النساء: ٤/ ٣٦.
٥ سورة النحل: ١٦/ ٩٠.
٦ سورة المائدة: ٥/ ٢.

<<  <   >  >>