للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حكم الواو المعوض به عن الألف]

ثم قال:

وهاك واوا عوضا من ألف ... قد وردت رسما ببعض أحرف

أي: خذ واوا في الرسم عوض من ألف في اللفظ قد وردت تلك الواو في الرسم عن كتاب المصاحف ببعض أحرف، أي: في بعض كلمات، وهذا من الناظم شروع في القسم الثاني من قسمي الألف المنقلب عن واو بعد فراغه من القسم الأول منهما، وكلا القسمين جاء على خلاف الأصل في الرسم، وذلك أن الأصل، والغالب في الألف المنقلب عن واو أن يرسم ألفا كما تقدم وقد تعرض الناظم، لما خرج عن الأصل وهو قسمان: قسم رسم ياء عوضا عن ألف، وهو القسم الأول الذي تقدم في الترجمة المفروغ منها، وقسم رسم واوا عوضا عن ألف، وهو القسم الثاني الذي عقد له هذه الترجمة، وهذا هو النوع الثاني من نوعي الإبدال الرسمي المتقدمين في شرح قوله: "وهاك ما بألف قد جاء". البيت.

ثم قال:

والواو في منوة والنجوة ... وحرفي الغدوة مع مشكوة

وفي الربوا وكيفما الحيوة ... أو الصلوة وكذا الزكوة

أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن الواو رسمت عوضا من الألف في ثمانية ألفاظ، وهي في ترتيب الناظم: {وَمَنَاةَ} ١ و {النَّجَاةِ} ٢، و {بِالْغَدَاةِ} ٣، و {كَمِشْكَاةٍ} ٤، و {الرِّبا} ٥ و {الْحَيَاةُ} ٦ و {الصَّلاةَ} ٧، و {الزَّكَاةَ} ٨، كيفما وقعت الثلاثة الأخيرة، وسيأتي للناظم لفظ تاسع فيه خلاف، وهو من "ربى" في الروم.

أما "منواة" ففي "النجم": {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} ٩. وهو اسم صنم، واستثناؤه من ذوات الواو على قراءة نافع مبني على أصل ألفه واو، وقد حكى

بعض العلماء فيه اختلافا.


١ سورة النجم: ٥٣/ ٢٠.
٢ سورة غافر: ٤٠/ ٤١.
٣ سورة الأنعام: ٦/ ٥٢.
٤ سورة النور: ٢٤/ ٣٥.
٥ سورة البقرة: ٢/ ٢٧٥.
٦ سورة البقرة: ٢/ ٨٥. وهو كثير.
٧ سورة البقرة: ٢/ ٣. وو كثير.
٨ سورة البقرة: ٢/ ٤٣. وهو كثير.
٩ سورة النجم: ٥٣/ ٢٠.

<<  <   >  >>