للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال:

وفي الأخير الحذف من نداء ... رجح عنهما ونحو ماء

تكلم في هذا البيت على الاسم الذى في آخره ألف مبدلة من تنوين النصب إذا كان قبلها همزة، وقبل الهمزة ألف نحو: "نداء"، و"ماء"، و"بناء"، و"أحياء"، و"مراء"، و"مكاء"، و"غثاء"، و"افتراء"، عند الوقف عليها، فأخبر عن الشيخين: يرجحان حذف الألف الأخير من ذلك، وهو الألف المبدل من التنوين يعنى على حذف الألف الأول والمرجوح عكسه، وذلك أن هذا النوع كتب في المصاحف بألف واحدة لئلا يجتمع في الكلمة: ألفان ولم تصور همزته فاحتمل أن تكون الألف المحذوفة هي الأولى، فتكون المرسومة ألف النصب، وأن تكون المحذوفة هي الثانية، وهي ألف النصب، وهو الراجح عند الشيخين وعليه العمل.

ووجه رجحانه أن ألف النصب لما وقعت في الطرف الذي هو موضع الحذف، والتغيير كانت بالحذف أولى من الذي في وسط الكلمة.

وخرج بقوله: "من نداء"، ونحو: "ماء" الاسم المنصوب غير المنون نحو: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا} ١، والاسم المنون غير المنصوب، نحو: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ} ٢ {مِنْ مَاءٍ دَافِق} ٣؛ لأن الألفين اللذين هما محل الخلاف لا يتصوران إلا مع النصب والتنوين.

وقوله "رجح" يجوز فيه تخفيف الجيم مع فتحها على أنه مبنى للفاعل بمعنى "قوى"، ويجوز تشديدها مع الكسر على أنه مبني للنائب، وقوله "ونحو" بالجزء عطف على "نداء".

ثم قال:

واحذف بواعدنا مع المساجد ... وعن أبي داود أيضا واحد

وكيف أزواج وكيف الوالدين ... .........................


١ سورة الذاريات: ٥١/ ٤٧.
٢ سورة البقرة: ٢/ ٤٩.
٣ سورة الطارق: ٨٦/ ٦.

<<  <   >  >>