للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثانية عند قالون بين بين، وأدخل بينهما ألف على قياس الهمزتين المفتوحتين من كلمة عنده، وكذا سهلت الثانية دون إدخال في إحدى الروايتين عن ورش، وأبدلت ألفا في الرواية الأخرى عنه على قياس الهمزتين المفتوحتين من كلمة عنده، وعلى هذا الاحتمال لا يكون: "هأنتم" من هذا الفصل ولا حذف فيه أصلًا.

و"ما" في قوله الناظم، و"ما أتى" موصول في محل رفع مبتدأ بتقدير مضاف أي: وألف ما أتى، و"أتى" صلته، والخبر محذوف تقديره كذلك، أي: في الحذف عن جميع الشيوخ.

ثم قال:

وليس هاؤم وهاتوا منها ... لعدم التنبيه فاعلم من ها

لما ذكر في البيت قبل هذا أن ألف: ها التنبيه محذوفة خشي أن يتوهم أن ها من "هاؤم"، و"هاتوا" في قوله تعالى: {هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ} ١ و {هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} ٢ للتنبيه فرفع ذلك التوهم بقوله أن: ها من "هاؤم"، و"هاتو" ليست من "ها" الدالة على التنبيه لعدم استفادة التنبيه من لفظة "ها" إذ هي جزء كلمة فيهما فتكون ألفها ثابتة.

أما "هاؤم" فهاء فيه اسم فعل بمعنى خذ، قال الكسائي والعرب تقول: هاء للرجل، وللاثنين رجلين، أو امرأتين هاؤما، وللرجال هاؤم وللمرأة هاء بهمزة مكسورة من غير ياء، وللنسوة "هاؤن" "ا. هـ".

وهذه الزوائد على لفظة هاء أحرف تبين حال المخاطب، وفيه لغات أخر ليس هذا محل ذكرها.

وأما "هاتوا" فالأصح أنه فعل أمر، وهاؤه أصلية في فاؤه ومعناه احضروا.

وقوله الناظم "هاؤم" اسم "ليس"، وهو على حذف مضاف، أي: "ها هاؤم"، وقوله: "منه" خبر "ليس"، ويكتب متصلا لدخول الجار وهو من على الضمير العائد على: ها، التي للتنبيه.


١ سورة الحاقة: ٦٩/ ١٩.
٢ سورة البقرة: ٢/ ١١١.

<<  <   >  >>