للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو عمرو: كتبوا في المصاحف: {أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ} ١ في: الشعراء، وفي: "صاد"، بلام من غير ألف قبلها، ولا بعدها، وفي: "الحجر"، وفي "ق": "الأيكة"، انتهى، وقريبمنه لأبي داود، وقد قرأه نافع، والمكي والشامي في الموضعين: "ليكة".

بوزن ليلة غير منصرف والباقون "الأيكة" بإدخال، أل على، "أيكة" مكسورة التاء كاللذين في: "الحجر" و"ق"، وهما المحترز عنهما بقيد السورتين، وقرئ شاذا بفتح اللام وكسر التاء منصرفا، وليكة اسم للقرية، والأيكة البلاد كلها كما في بعض التفاسير، وما ذكره الناظم من حذف ألفي: "ليكة" من الرسم في السورتين لا يظهر لنافع، إذ لا حذف على قراءة "نعم" يظهر على قراءة من قرأ: "الأيكة": بأل لكن الناظم بصدد بيان الرسم على قراءة نافع فقط، ويمكن أن يجاب عنه بأن الإمام نافعا لما التزم في قراءته موافقة المصحف صار كان المصحف هو المسند، والمتبوع عنده في القراءة بحذف الألفين، وإن كان قد روي ذلك أيضا.

وأما كلمة: "بقادر" في الموضعين الأولين في: "يس": {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} ٢، وفي "الأحقاف": {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} ٣، وقد قرئ خارج السبع: "يقدر" بياء مفتوحة، وإسكان القاف بلا ألف، وبضم الراء في الموضعين مضارع قدر، كضرب واحترز بقيد المجاور للباء عن الخالي منها نحو: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِر} ٤ فإن ألفه ثابتة، وبقيد الأولين عن الثالث وهو في القيامة: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} ٥.

وأما "تصاعر"، ففي "لقمان": {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} ٦، وقد قرأه "المكي" و"الشامي" و"عاصم" بتشديد العين من غير ألف، وسنذكر في شرح البيت بعد ما به العمل في: "بقادر".


١ سورة الشعراء: ٢٦/ ١٧٦.
٢ سورة يس: ٣٦/ ٨١.
٣ سورة الأحقاف: ٤٦/ ٣٣.
٤ سورة الطارق: ٨٦/ ٨.
٥ سورة القيامة: ٧٥/ ٤٠.
٦ سورة لقمان: ٣١/ ١٨.

<<  <   >  >>