للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناظم في البيت الثاني وهي أربعة: ثلاثة همزتها مضمومة فقياسها أن تصور واوا وهي: "دعاؤكم". و: "ماؤكم". و: "نساؤكم". نحو: {لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} ١. {إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا} ٢. {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} ٣.

والرابع: همزته مكسورة فقياسها تصور ياء، وهو: "أبنائهم"، ولم يقع لفظ: "أبنائهم" في القرآن، قال بعضهم: مثل به لينبه على أن هذا الحكم عام لكتاب المصاحف والنحاة.

وإنما مثل للمضمومة والمكسورة بعد الألف وترك التمثيل للمفتوحة بعد الألف نحو: "جاءكم"، و: "نداء"، و: "غثاء"، لئلا يتوهم من تمثيله لها أنها صور تحقيقا مع أنها لا تصور؛ لأنها لو صورت لكانت صورتها ألفا، فيؤدي تصويرها إلى اجتماع صورتين وسيقول الناظم: وما يؤدي لاجتماع الصورتين: البيت، وإذا كانت الهمزة في: "نداء"، و"غثاء"، ونحوهما متوسطة لوقوع حرف لازم بعدها وصلا ووقفا، وهو تنوين المنصوب، ولكنه يبدل في الوقف ألفا ومعنى قول: الناظم كما أصف كما أذكر وأمثل.

ثم قال:

وحذف البعض من أولياء ... مع مضمر وألف البناء

رفعا وجرا وجزاء يوسفا ... في المقنع الهمز قليلا حذفا

ونص تنزيل بهذي الأحرف ... أعني جزاؤه بغير ألف

لما قدم أن الهمزة المتوسطة الواقعة بعد الألف المتوسطة تصور من جنس حركة نفسها، استدرك هنا ما خالف تلك القاعدة من الكلمات مع ذكر البعض أيضا ما يتعلق بذلك من حذف الألف، فأخبر في البيت الأول، وبعض الثاني مع إطلاق الحكم الذي يشير به اتفاق شيوخ النقل بأن بعض كتاب المصاحف حذف صورة الهمزة من لفظ: "أولياء". المصحوب، بضمير حال كونه مرفوعا، أو مجرورًا، وحذف ذلك البعض أيضا ألف البناء، أي: ألف بنية الكلمة وهو الألف الواقعة بعد الياء، وقد وقع "أولياء" المذكور في ستة مواضع: {أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ} ٤. في "البقرة"، و {أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإنْسِ} ٥.


١ سورة الفرقان: ٢٥/ ٧٧.
٢ سورة الملك: ٦٧/ ٣٠.
٣ سورة البقرة: ٢/ ٢٢٣.
٤ سورة البقرة: ٢/ ٢٥٧.
٥ سورة الأنعام: ٦/ ١٢٨.

<<  <   >  >>