للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَأْتَمِرُوا} ١؛ لأنها وإن كان ما قبلها في حكم المنفصل لكنه قام مقام همزة الوصل التي من بنية الكلمة، فأعطى له حكمها فصورت الهمزة الساكنة من جنس حركته كما صورت في نحو: {آيتُواْ} ٢. و: {اؤْتُمِنَ} ٣. من جنس حركة همزة الوصل.

فإن قلت: لم قالوا: إن الهمزة في نحو: {بَدَأَ} ٤ و: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ} ٥. و: {لِكُلِّ امْرِئٍ} ٦. صورت من جنس حركة ما قبلها، ولم يقولوا: صورت من جنس حركتها مع أنها متخذة مع ما قبلها في الحركة؟

فالجواب أنها لما صورت في نحو: {يُبْدِئُ} ٧، ياء من جنس حركة ما قبلها قالوا: إنها صورت في نحو: {بَدَأَ} ٨. و {اللُّؤْلُؤُ} ٩. و {لِكُلِّ امْرِئٍ} ١٠، من جنس حركة ما قبلها أيضا لتجري محلها على نسق واحد، وقوله الناظم: "إن حركت"، شرط في قوله، "وطرفا" ولا مفهوم لهذا الشرط؛ لأن تمثيله بالساكنة المتطرفة توضح أن شرط التحرك لا مفهوم له، وإنما ذكر لبيان المقصود حيث كانت الساكنة المتطرفة قد استفيد حكمها من الإطلاق السابق فلم تبق إلا المتطرفة المتحركة: وقوله: "ساكنة" حال من ضمير: "صورت"، و"طرفا" بمعنى متطرفة عطف على ساكنة، ولا يحسن هذا العطف حتى يقدر مع ساكنة وصف تقديره ساكنة متوسطة ومتطرفة، وكأن الكلام على القلب، وأصله، ومتحركة أن طرفت فأحوجه النظم إلى قلب ذلك.

ثم قال:

والحذف في الرؤيا وفي إدارأتم ... والخلف في امتلأت واطمأننتم

لما قدم أن الهمزة الساكنة متوسطة ومتطرفة تصور من جنس حركة ما قبلها، استثنى من تلك القاعدة مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل أربعة ألفاظ كلها من قسم المتوسطة الساكنة، فأخبر بحذف صورة الهمزة فيها اثنان من غير خلاف، وهما: "الرؤيا". و: "ادارأتم". واثنان فيهما خلاف، وهما: "امتلأت". و: "اطمأننتم".


١ سورة الطلاق: ٦٥/ ٦.
٢ سورة طه: ٢٤/ ٦٤.
٣ سورة البقرة: ٢/ ٢٨٣.
٤ سورة العنكبوت: ٢٩/ ٢٠.
٥ سورة الرحمن: ٥٥/ ٢٢.
٦ سورة النور: ٢٤/ ١١.
٧ سورة البروج: ٨٥/ ١٣.
٨ سورة العنكبوت: ٢٩/ ٢٠.
٩ سورة الرحمن: ٥٥/ ٢٢.
١٠ سورة النور: ٢٤/ ١١.

<<  <   >  >>