للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال:

وزد على وجه تراءا ونئا ... وما سوى الحرفين من لفظ رءا

إذ رسمت بألف والأصل ... لدى الثلاث الياء إن ما تبلو

لما ذكر الكلمات السبع المستثناة مما تقدم أمر في البيت الأول مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن يزاد عليها على وجه، أي: احتمال من احتمالين: {تَرَاءَا} ١ و {ونَئَا} ٢، وما سوى الحرفين، أي: الكلمتين المتقدمتين في باب الهمزة من لفظ: {رَءَا} ٣.

أما تراءا، ففي "الشعراء": {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} ٤، وقد تقدم في آخر ترجمة: "ما من مريم لصاد" إن في: "تراءا"، ألفين، أولهما ألف تفاعل وهي التي قبل الهمزة، وثانيهما الواقعة بعد الهمز وهي لام الكلمة ومبدلة من باء وأن أصله: "تراءى" على وزن تفاعل كتخاصم، تحركت الياء، وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، وتقدم أنه لم يرسم في جميع المصاحف إلا بألف واحدة، فيحتمل أن تكون الأولى وهي ألف تفاعل، ويحتمل أن تكون لام الكلمة وهي المبدلة من الياء.

وأما "نئا" ففي "الإسراء"، و"فصلت": {أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ} ٥.

وأما "رءا" غير كلمتي سورة "النجم"، فنحو: {رَءَا كَوْكْباً} ٦، وهو متعدد في اثنين وعشرين موضعا كما قال في "التنزيل" وأصلهما: "نأى" و"رأى"، بوزن فعل المفتوح العين، فأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وقد رسما في المصاحف، بألف واحدة فيحتمل أن تكون هي صورة الهمزة فيهما، ويحتمل أن تكون لام الفعل المبدلة من الياء فعلى الاحتمال الثاني في الكلمات، وهو المراد بقول الناظم على وجه تزاد الكلمات الثلاث على الكلمات السبع المتقدمة لما أشار إليه بقوله: "إذ رسمت بألف".

البيت، أي: لأن تلك الكلمات الثلاث رسمت بألف، وأصلها حينئذ الياء ويظهر ذلك أن أيتليتها، أي اختبرتها بأن قلت: "تراءينا"، و"نأيت"، و"رأيت".


١ سورة الشعراء: ٢٦/ ٦١.
٢ سورة الإسراء: ١٧/ ٨٣.
٣ سورة الأنعام: ٦/ ٧٦.
٤ سورة الشعراء: ٢٦/ ٦١.
٥ سورة الإسراء: ١٧/ ٨٣.
٦ سورة الأنعام: ٦/ ٧٦.

<<  <   >  >>