للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما ما كان منها منكرا نحو: {حَيَاةً طَيِّبَةً} ١ و {زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} ٢ فمقتضى كلام الناظم أنه لا خلاف في رسمه بالواو، ويفهم من كلام أبي عمرو في "المقنع" أن فيه خلافا، والعمل عندنا على رسمه بالواو، وقوله: فألف مبتدأ حذف خبره تقديره فيهن، وقوله: الثبت خبر مبتدأ محذوف أي: وحكمه الثبت.

ثم قال:

وبعضهم في الروم أيضا كتبا ... واوا بقوله تعالى من ربا

مع ألف كرسمهم سواه ... كذا امرؤا وكهم رواه

أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بالخلاف عن كتاب المصاحف في: {مِنْ رِبًا} ٣ من قوله تعالى: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا} ٤ في "الروم"، فبعضهم كتب ألفه واوا مع زيادة ألف بعدها يعني، وغير ذلك البعض كتبه ألفا كغيره من المقصور الواوي، ولم يرجح الشيخان واحدا منهما، والعمل عندنا على رسمه بألف ثابتة بعد الباء، ثم شبه بزيادة الألف في هذه الكلمة زيادة كتاب المصاحف الألف بعد الواو في رسمهم غيره من كلمات: {الرِّبا} ٥؛ لأنه قدم أن ألفه كتبت واوا، فالألف التي كتبها الرسام بعدها متعينة للزيادة ثم شبه أيضا بكلمات: {الرِّبا} ٦ في زيادة الألف بعد الواو كلمة: {امْرُؤٌ} ٧ في "النساء"، وذلك أن همزتها صورت واوا على قياس المتطرفة بعد حركة، فالألف المكتوبة بعدها متعينة للزيادة أيضًا، قال الناظم، "وكلهم رواه" يعني روى رسم الألف بعد الواو في كلمات: {الرِّبا} ٨ غير المنكر، وفي كلمة: {امْرُؤٌ} ٩، وإنما قال: "وكلهم رواه" رفعا لتوهم أن زيادة الألف في ذلك إنما هي عن بعض كتاب المصاحف ككلمة: {رِبًا} ١٠ المنكر.

واعلم أن الناظم لما ذكر زيادة الألف في: {الرِّبا} ١١ استطرد زيادتها في: {امْرُؤٌ} ١٢، وكان الأنسب بها بعض الفصول المتقدمة كفصل زيادة الألف ووجه


١ سورة النحل: ١٦/ ٩٧.
٢ سورة الكهف: ١٨/ ٨١.
٣ سورة الروم: ٣٠/ ٣٩.
٤ سورة الروم: ٣٠/ ٣٩.
٥ سورة البقرة: ٢/ ٢٧٥.
٦ سورة البقرة: ٢/ ٢٧٥.
٧ سورة النساء: ٤/ ١٧٦.
٨ سورة البقرة: ٢/ ٢٧٥.
٩ سورة النساء: ٤/ ١٧٦.
١٠ سورة الروم: ٣٠/ ٣٩.
١١ سورة البقرة: ٢/ ٢٧٥.
١٢ سورة النساء: ٤/ ١٧٦.

<<  <   >  >>