للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا} ١ في "البقرة".

ثم أمر بقطع كلمة "يوم" من ضمير "هم" في موضع الطول، أي: سورة "غافر"، وهو: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ} ٢، وفي الموضع الأول، في "الذاريات": {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} ٣، وعلى أن مراده الموضع الأول فيها من إتيانه "يوم هم". مفتوح الميم ومضموم الهاء ليخرج الموضوع الثاني فيها وهو: {مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} ٤، فإنه مكسور الميم والهاء، وهو موصول.

ثم أخبر بقطع كلمة "ابن" من كلمة "أم" في موضع "الأعراف"، وهو: {قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي} ٥، واحترز بقيد مجاورة "قال": عن الواقع في "طه"، وهو: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ} ٦؛ لأنه غير مجاور "لقال" لفصله عنه بحرف النداء وهو "يا".

وسيأتي وصل هذا المحترز عنه، وقد صرح الشيخان في هذه الكلمات بما أفاده كلام الناظم.

واعلم أن قطع لام الجر في: {فَمَالِ هَؤُلاءِ} ٧ ونظرائه، وإن جاء على الأصل الأول لكنه مخالف للأصل الثاني، وذلك؛ لأن الأصل الأول في جميع الكلمات هو القطع، إلا أنه قد يعرض لبعض الكلمات ما يصير به الوصل أصلا ثانيا فيه ككون الكلمة لا تستقل بنفسها كاللام، والباء والكاف التي هي من حروف المعنى، فرسم كتاب المصاحف لام الجر في المواضع الأربعة، على الأصل الأول، وهو القطع، ورسموا سائر ما يماثلها من المواضع التي فيها لام الجر على الأصل الثاني، وهو الوصل تنبيها على جواز الوجهين عندهم، واستعمال الأمرين في عصرهم.

وأما "حيث ما"، و"يوم هم"، و"ابن أم"، فجاء كل منها على الأصل الأول وهو القطع، وإنما خصوا "يوم هم" في الموضعين بالقطع؛ لأن لفظ "هم" فيهما ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ خبره ما بعده، "ويوم" مضاف إلى الجملة فلذا فصل من "هم" بخلاف غير هذين الموضعين كقوله تعالى: {مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} ٨، فإن "هم" فيه ضمير متصل مخفوض بإضافة "يوم" إليه، فصارا كالكلمة الواحد فوصلا، والألف في قوله "فاقطعا"، مبدلة من نون التوكيد الخفيفة، وألف أربعا للإطلاق، والباء في قوله بطول بمعنى في.


١ سورة البقرة: ٢/ ١٥٠.
٢ سورة غافر: ٤٠/ ١٦.
٣ سورة الذاريات: ٥١/ ١٣.
٤ سورة الذاريات: ٥١/ ٦٠.
٥ سورة الأعراف: ٧/ ١٥٠.
٦ سورة طه: ٢٠/ ٩٣.
٧ سورة النساء: ٤/ ٧٨.
٨ سورة الذاريات: ٥١/ ٦٠.

<<  <   >  >>