للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال:

قد انتهى والحمد لله على ... ما من من إنعامه وأكملا

في صفر سنة إحدى عشره ... من بعد سبعمائة للهجره

خمسين بيتا مع أربعمائه ... وأربعا تبصرة للنشأه

عسى برشدهم به أن أرشدا ... من ظلم الذنب إلى نور الهدى

بجاه سيد الورى الشفيع ... محمد ذي المحتد الرفيع

صلى عليه ربنا عز وجل ... وآله ما لاح نجم أو أفل

أخبر بانتهاء الرجز الذي رامه وقصده، واستعان عليه بمولاه، واعتمده ولا شك أن الإعانة على إتمامه نعمة عظمى من نعم الله تعالى، ولذا حمد الله عز وجل على ما من، أي: أنعم به من إنعامه بجميع النعم التي من جملتها الإعانة على إتمام هذا الرجز.

وقوله: "وأكملا" عطف على من، أي: وعلى ما أكمل به النعم، وهو الإيمان بالله ورسوله سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم؛ لأن كل نعمة إنما تعمل بالإيمان وبدونه تكون ناقصة، ولذا كان هو أعظم النعم.

ثم أخبر بأن إنتهاء هذا الرجز كان في شهر سنة إحدى عشرة بعد سبعمائة "٧١١" للهجرة المعهودة في التاريخ، وهي هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، وبأن عدة أبيات هذا الرجز أربعمائة بيت، وأربعة

وخمسون بيتا "٤٥٤"، وقد نقل من كلام الناظم ما نصه. يقول ناظم هذا الرجز: لما انتهى نظم هذا الرجز في التاريخ المذكور بلغ "أربعمائة بيت وسبعة وثلاثين بيتا" "٤٣٧"، ثم انتسخ وانتشر ورواه بذلك أناس شتى، ثم عثر فيه

على مواضع كنت وهمت فيها، فأصلحتها فبلغ أربعة وخمسين بيتا وأربعمائة، فصار الآن ينيف على ما سبق منه سبعة عشر بيتا فمن قيد من هذه النسخة، فليثبت هذا بآخرها ليوقف على صحته، والله تعالى وهو ولي التوفيق بمنه، لا رب غيره ولا معبود سواه. ا. هـ.

وقوله: "تبصرة" حال من فاعل انتهى العائد على الرجز، والنشأة، ككتبه جمع ناشئ، ومراده بهم المبتدئون في العلم يعني أن هذا الرجز يبصر المبتدئين. أي: يعرفهم كيفية كتابة القرآن، ولو كبارًا في السن.

<<  <   >  >>