للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني أن الألف المحذوفة من الطرف إن لم يقع بعدها ساكن، لا بد من إلحاقها سواء حذفت لاجتماع مثلين نحو: {رَأى كَوْكَبًا} ١، و {وَنَأَى بِجَانِبِهِ} ٢ عند من يجعل الكحلاء صورة للهمزة، أو حذفت لوجود عوض نحو: {الرِّبا} ٣، و {تَرَدَّى} ٤، أو حذفت اختصارا كالألف التي بعد الهاء في "هذا" و"هؤلاء" ونحوهما، وبعد الياء في {يَا جِبَالُ} ٥، و {يَا أَيُّهَا} ٦ ونحوهما، وإنما كانت الألف في هذا النوع الأخير متطرفة لا متوسطة؛ لأن ها التنبيه ويا النداء كلمتان مستقلتان بأنفسهما، ولهذا كان المد منفصلا في نحو: "هؤلاء" و"يأيها"، فتحلق هذه الألفات كلها في موضع النطق بها كما هو الشأن فيها إذا حذفت من الوسط.

وفهم من قوله "ما لم يقع من بعدها سكون" أن الألف المحذوفة من الطرف إذا وقع قعدها ساكن لا تلحق وهو كذلك؛ لأن الساكن يوجب سقوطها من اللفظ وصلا، والنقط مبني على الوصل، ومثاله فيما حذف اختصارا: {يَا ابْنَ أُمَّ} ٧، فإن ألفه لا تلحق عند الجميع خلافا للبيب، ومثاله في المعوض {مُوسَى الْكِتَابَ} ٨، و {قُرىً} ٩، و {مِنْ رِبًا} ١٠ على كتبه بالواو، وإنما كانت الألف في: {قُرىً} ١١، و {مِنْ رِبًا} ١٢، متطرفة؛ لأن مرادهم بالمتطرف هنا آخر الكلمة الذي تطرف خطا، فدخلت الألف في {قُرىً} ١٣، و {مِنْ رِبًا} ١٤؛ لأنها متطرفة خطا والتنوين إنما هو طرف لفظا، ودخل أيضا: {الرِّبا} ١٥، ونحوه؛ لأن آخر الكلمة المتطرفة هو الألف المعوض، وأما الألف التي بعد الواو فإنما جيء بها بعد تمام الكلمة، فليست منها ولذلك سميت زائدة.

فإن قلت: مقتضى قول الناظم: "ما لم يقع من بعدها سكون" أن لا تلحق الألف الثانية من: {تَرَاءَى} ١٦ بناء على أنها هي المحذوفة، والمنصوص خلافه، فالجواب أن: {تَرَاءَى} ١٧ غير مراد للناظم هنا لنصه عليه فيما تقدم، وكذا ما ألحق به على ما سيأتي.


١ سورة الأنعام: ٦/ ٧٦.
٢ سورة الإسراء: ٧/ ٨٣.
٣ سورة البقرة: ٢/ ٢٧٥.
٤ سورة الليل: ٩٢/ ١١.
٥ سورة سبأ: ٣٤/ ١٠.
٦ سورة البقرة: ٢/ ٢١.
٧ سورة طه: ٢٠/ ٩٤.
٨ سورة البقرة: ٢/ ٥٣.
٩ سورة سبأ: ٣٤/ ١٨.
١٠ سورة الروم: ٣٠/ ٣٩.
١١ سورة سبأ: ٣٤/ ١٨.
١٢ سورة الروم: ٣٠/ ٣٩.
١٣ سورة سبأ: ٣٤/ ١٨.
١٤ سورة الروم: ٣٠/ ١٨.
١٥ سورة البقرة: ٢/ ٢٧٥.
١٦ سورة الشعراء: ٢٦/ ٦١.
١٧ سورة الشعراء: ٢٦/ ٦١.

<<  <   >  >>