ثم أخبر أنه لا خلاف في حذف الألف الواقعة بين اللام والهاء في اسم: الله واللهم وأما حذف الألف الواقعة بين اللامين من: لله، فسيأتي في قوله: وقبل تعريف وبعد لام البيت.
وقوله: بين الأئمة، أي: الجماعة، المراد بهم كتاب المصاحف، واسم الإشارة في قوله، كذلك يعود على لفظ الرحمن، أي: اسم الله، واللهم، كلفظ الرحمن في الاتفاق على الحذف.
ويدخل في قوله: اسم الله، أي: الاسم الذي هو: الله ما في الفاتحة وسائر السور من اسم الله، ففي الفاتحة الحمد لله، وفي غيرها نحو ختم الله.
وأما:"اللهم ملك الملك"، وإنما ذكر اللهم مع أنه هو لفظ الله زيدت عليه الميم دفعا لتوهم أنه لا يدخل في اسم الجلالة لزيادة الميم فيه.
وذا الحكم الذي ذكره في البيتين مطلق، فيشمل شيوخ النقل المتقدمين، على ما قررناه في اصطلاحه، ولفظ الرحمن متحد، وأما اسم الله فمنوع كما يقتضيه اصطلاحه المتقدم.
ثم علل حذف الألف في هذه الكلمات الثلاث بكثرة دورها، أي: تكرارها، وكثر استعمالها على لسان اللافظ، أي: الناطق بها في غير القرآن، وعلى لسان التالي لها في القرآن، ويلزم من ذلك كثرة كتبها فحذف الألف فيها إنما هو في الحقيقة لكثرة كتبها اللازم لعليل الناظم، وقد ذكر شيوخ النقل حذف الألف في هذه الكلمات، ولم يذكروا تعليل الناظم، فذكره إياه تبرع، والهاء في قوله: اللهمه هاء السكت، والظاهر أن عطف الاستعمال على الدور عطف تفسير.
ثم قال:
وجاء أيضًا عنهم في العالمين ... وشبهه حيث أتى كالصادقين
ونحو ذريات مع ءايات ... ومسلمات وكبينات
من سالم الجمع الذي تكررا ... ما لم يكن شدد أو إن نبرا
فثبت ما شدد مما ذكرا ... وفي الذي همز منه شهرا
والخلف في التأنيث في كليهما ... والحذف عن جل الرسوم فيهما