للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحيوان، ومنها: الخلاخيل التي يجعلها بعض الجهّال على أولادهم يعتقدون أنها سبب لحفظهم من الموت، ومنها: لبس حلقة الفضة للبركة، ولبس خواتم لها فصوص معينة يعتقدون أنها تحفظ من الجن، ولبس أو تعليق خيوط عقد فيها شخص له اسم معين كـ "محمد" عقدًا للعلاج من بعض الأمراض، ومنها الحروز وجلود الحيوانات والخيوط وغيرها مما يعلق على الأطفال أو على أبواب البيوت ونحو ذلك، والتي يزعمون أنها تدفع العين أو المرض أو الجن أو أنها سبب للشفاء من الأمراض.

وهذه التمائم كلها محرمة، وهي من الشرك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك"، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "من علق تميمة فقد أشرك"، ولما ثبت عن ابن مسعود أنه رأى في عنق امرأته خرزا قد تعلقته من الحمرة، فقطعه، وقال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، فالتمائم من الشرك، لأنهم ظنوا أن لغير الله تأثيرًا في الشفاء، وطلبوا دفع الآذى من غيره تعالى مع أنه لا يدفعه أحد سواه جل وعلا.

لكن إن اعتقد متخذ هذه التمائم أنها تنفع بذاتها من دون الله فهو شرك أكبر، وإن اعتقد أن الله هو النافع وحده، لكن تعلّق قلبه بها في دفع الضر، فهو شرك أصغر، لاعتماده على الأسباب، ولأنه جعل ما ليس بسبب سببًا، فهذه التمائم السابق ذكرها كلها ليس فيها نفع بوجه من الوجوه، وهي من خرافات الجاهلية التي ينشرها السحرة والمشعوذون، ويدجلون بها على السذج والجهلة من الناس.

ومن عقوبة الله تعالى لمن يتعلق التمائم: أن الله تعالى يكله إلى هذه التمائم

<<  <   >  >>