ونؤمن أيضًا بأن عدد الملائكة كثير جدًّا، فقد روى البخاري ومسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم في قصة المعراج، أنه النبي صلى الله عليه وسلم ذكر استفتاح جبريل - عليه السلام - السماء السابعة، ثم قال:"ففتح لنا، فإذا أنا بإبراهيم - عليه السلام - مسندًا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه" متفق عليه.
الأمر الثالث: الإيمان بما علمنا من صفات الملائكة، فقد أخبرنا جل وعلا أنه جعل لهم أجنحة، قال تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}[فاطر: ١] وثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام على صفته التي خلق عليها، رآه منهبطًا من السماء، سادًّا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض. متفق عليه.
وثبت عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"رأيت جبريل عند سدرة المنتهى، وعليه ستمائة جناح، ينتثر من ريشه التهاويل: الدر والياقوت".
وقد يتحول الملك بأمر الله تعالى إلى هيئة رجل، كما قال تعالى عن جبريل عليه السلام لما أرسله تعالى إلى مريم - رضي الله عنها -: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا}[مريم: ١٧] وكما جاء الملائكة إلى إبراهيم ولوط عليهم السلام على صورة بشر، وكما جاء جبريل على صورة رجل شديد سواد الشعر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله، ليعلم هذه الأمة أمر دينها.
الأمر الرابع: الإيمان بما علمنا من أعمال الملائكة عليهم السلام:
الملائكة - عليهم السلام - ينفذون ويدبرون ما أمرهم ربهم جل وعلا بتنفيذه وتدبيره، كما قال تعالى:{فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا}[النازعات: ٥]، وهم أعظم جنود الله