ذكر ما وقفت عليه من كلام أبي جعفر بن جرير الطبري في ذلك، وهو أحد الأئمة المجتهدين، له مذهب مستقل فيه تصانيف مدونة، وأتباع كانوا يفتون بقوله ويحكمون، منهم المعافى بن زكريا الجريري وغيره. قال ابن السمعاني في الأنساب: الجريري- بفتح الجيم وكسر الراء- نسبة إلى مذهب ابن جرير الطبري.
وقال الخطيب: كان ابن جرير أحد أئمة العلماء يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه. وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره. فكان عارفًا بكتاب الله، عارفًا بالقراءات بصيرًا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن. عالمًا بالسنن وطرقها، وصحيحها، وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفًا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المخالفين، عارفًا بأيام الناس وأخبارهم. وله كتب كثيرة في التفسير والآثار وأصول الفقه وفروعه.
وقال ابن السبكي في الطبقات: كان مجتهدًا مطلقًا أحد أئمة الدنيا، وكان تفقه أولًا للشافعي. أخذ عن الزعفراني، والربيع المرادي، ثم استقل وألف كتبًا في مذهب نفسه. مات سنة عشر وثلاثمائة.
قلت: وهو عندي المبعوث على رأس المائة الثالثة، وقد بسطت ترجمته في طبقات المفسرين.