يمرض قلبك فتتابعه، وإما أن يؤذيك قبل أن تفارقه. وأخرج عن سعد بن جبير قال الجدال المراء وقال في قوله {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم} قال: أهل الحرب ادعوهم فإن أبوا فجادلوهم بالسيف.
[الطبقة الثالثة]
ثم قال -الطبقة الثالثة -وأخرج فيه عن أبى الصلت شهاب ابن خراش قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل: سلام عليك أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره وإتباع سنة رسوله (_صلى الله عليه وسلم -) وترك ما أحدث المحدثون بعد. فقد جرت سنته وكفوا مؤونته، ثم أعلم أنها لم تكن بدعة قط، إلا وقد مضى قبلها ما هو دليل عليها، وعبرة فيها فعليك بلزوم السنة، فإنها لك بإذن الله عصمة، فإن السنة سنها من قد علم، وفي خلافها من الخطأ والزلل والتعمق والحمق، فارض لنفسك ما رضى به القوم لأنفسهم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصرنا قد كفوا، وهم كانوا على كشف الأمور أقوى، ويفضل فيه لو كان أحرى، فإنهم هم السابقون، ولئن كان الهدى ما أنتم عليه، لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلت حدث بعدهم حدث، ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم، ورغب بنفسه عنهم ولقد تكلموا فما دونهم مقصر، وما فوقهم محسر لقد قصر دونهم أقوام فجفوا، وطمح عنهم آخرون فغلوا، وأنهم مع ذلك على صراط مستقيم، فلئن قلت فأين آية كذا، ولم قال الله كذا وكذا؟ لقد قرأوا منه ما قرأتم، وعلموا