للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تمسك بحبل الله واتبع الهدى ... ولا تك بدعيًا لعك تفلح

ولذا بكتاب الله والسنن التي ... أتت عن رسول الله تنجو وتربح

ودع عنتك آراء الرجال وقولهم ... فقول رسول الله أزكى وأشرح

وأنشد أيضًا:

خذ ما أتاك به الأخبار من أثر ... شبهًا بشبه وأمثالًا بأمثال

ولا تميلن يا هذا إلى بدع ... تضل أصحابها بالقيل والقال

ثم قال:

[فصل فيما روى عنهم من ذم الجدال والخصومات في الدين وما كرهوا من ذلك]

وأورد فيه جملة من الأحاديث والآثار السابقة من ذم الكلام للهروي.

ومما لم يتقدم، أخرج عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون", وأخرج عن العلي بن الحسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من حسن إسلام المرء، تركه ما لا يعنيه". وعن الحسن البصري أنه كان ينهي عن الخصومة، ويقول إنما يخاصم الشاك في دينه، وعن ابن سيرين قال: إني لأدع المراء وإني لأعلمكم به. وقد جاء في تفسير قوله {فأما الذين في قلوبهم زيغ} يعني حب الجدل. وقال الأوزاعي: المنازعة والجدال في الدين محدث.

ثم قال: وعلم أنك متى تدبرت سيرة الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح وجدتهم ينهون عن جدال أهل البدعة بأبلغ النهي، ولا يرون رد كلامهم، بدلائل العقل. وإنما كانوا إذا سمعوا بواحد من أهل البدعة، أظهروا التبري.

<<  <   >  >>