قال:((باب)) تحذير النبي- صلى الله عليه وسلم- أمته الذين يجادلون بمتشابه القرآن وعقوبة الإمام لمن يجادل فيه وأورد فيه حديث عائشة وقصة صبيغ. ثم قال لما رآه عمر يسأل عن متشابه القرآن علم أنه مفتون قد شغل نفسه بما لا يعود عليه نفعه، وعلم أن اشتغاله بطلب علم الواجبات من الحلال والحرام وطلب علم سنن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أولى به.
ثم قال ((باب)) ذكر هجرة أهل البدع والأهواء: ينبغي لكل من تمسك بالسنة أن يهجر جميع أهل الأهواء من الخوارج والقدرية والمرجئة والجهمية والمعتزلة والرافضية والناصبة وكل من نسبه أئمة المسلمين إلى أنه مبتدع بدعة ضلالة، فلا ينبغي أن يكلمه ولا يسلم عليه ولا يجالس ولا يصلى خلفه ولا يزوج، ولا يتزوج إليه ولا يشارك ولا يعامل ولا يناظر ولا يجادل بل يذلك بالهوان له وإذا لقيته في طريق أخذت في غيرها إن أمكنك.
فإن قال قائل فلم لا أناظره وأجادله وأرد عليه قوله؟ قيل له لا يؤمن عليك أن تناظره وتسمع منه كلامًا يفسد عليك قلبك ويخدعك بباطله الذي زين له الشيطان فتهلك أنت، وهذا الذي ذكرته لك قول من تقدم من أئمة المسلمين وموافق لسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-. ثم أورد جملة من الأحاديث والآثار السابقة. ثم قال:
((باب)) عقوبة الإمام والأمير لأهل الأهواء: ينبغي لإمام المسلمين ولأمرائه في كل بلد إذا صح عنده مذهب رجل من أهل الأهواء ممن قد أظهره أن يعاقبه العقوبة الشديد، فمن استحق منهم أن يقتله قتله ومن