للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رحمة يعتصم به كل مؤمن ويكون حجة على كل مصر وملحد.

وقال الأوزاعي: إذا ظهرت البدع فلم ينكرها أهل العلم صارت سنة.

وأخرج عن أبي بكر بن أبي داود قال: سمعت أحمد بن سنان يقول: كان الوليد الكرابيسي خالي فلما حضرته الوفاة. قال لبنيه تعلمون أحدًا أعلم بالكلام مني؟ قالوا: لا. قال: فتتهموني؟ قالوا: لا. قال فإني أوصيكم أتقبلون؟ قالوا نعم. قال عليكم بما عليه أصحاب الحديث، فإني رأيت الحق معهم. وأخرج عن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن محمد بن قريش العنبري البصري قال كل من ذهب إلى مقالة ففرغ منها إلى غير الحديث، فإلى ضلالة يصير وأخرج عن هارون الرشيد قال المروء في أصحاب الحديث، والكلام في المعتزلة، والكذب في الروافض. وأخرج عن محمد بن العباس الخزاز. قال: أنشدنا أبو مزاحم الخاقاني لنفسه

أهل الكلام وأهل الرأي قد عدموا *** علم الحديث الذي ينجو به الرجل

لو أنهم عرفوا الآثار ما انحرفوا *** عنها إلى غيرها لكنهم جهلوا

وأخرج عن أبي عامر الحسن بن محمد النسوي. قال أنشدني أبو زيد الفقيه لبعض علماء شاش:

كل الكلام سوى القرآن زندقة *** إلى الحديث وإلا الفقه في الدين

والعلم متبع ما كان حدثنا *** وما سوى ذاك وسواس الشياطين

هذا آخر كلام الخطيب، وهو الإمام الشهير، والحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي أحد الأئمة في الحديث والفقه والأصول. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وأربعمائة.

<<  <   >  >>