وأنت فلو فرغت بالك، وصرفت عنايتك إلى معرفة هذه اللغة التي تحاورنا بها، وتجاربنا فيها، لعلمت أنك غني عن معاني يونان، كما أنك غني عن لغة يونان.
وههنا مسألة أتقول: إن الناس عقولهم مختلفة وأنصباؤهم منها متفاوتة؟
قال متى: نعم.
قال: فهذا الاختلاف والتفاوت بالطبيعة أو الاكتساب؟
قال: بالطبيعة.
قال: فمكيف يجوز أن يكون هاهنا شيء يرتفع به الاختلاف الطبيعي والتفاوت الأصلي؟
قال متى: هذا قد مر في جملة كلامك آنفًا.
قال أبو سعيد: فهل فصلته بجواب قاطع وبيان ناصع؟ ودع هذا. أسألك عن حرف واحد، هو دائر في كلام العرب، ومعانيه متميزة عند أهل العقل، فاستخرج أنت معانيه، من ناحية منطق أرسطاطاليس، الذي تدل به، وتباهى بتفخيمه وهو الواو، ما أحكامه، وكيف مواقعه، وهل هو على وجه واحد أو على وجوه؟
فبهت متى وقال: هذا نحو والنحو لم أنظر فيه لأنه لا حاجة بالمنطقي إلى النحو، وبالنحو حاجة إلى المنطق لان المنطق يبحث عن المعنى