عبد الرحمن بن عوف فلم أره إلا بعد الناس، فلما رآني بكى، فقلتُ: ما يُبكيك؟ قال: والذي بعثك بالحقِّ ما رأيتك حتى ظننتُ أن لا أراك أبدًا قلتُ: وممَّ ذلك؟ قال: من كثرة مالي، ما زلتُ أُحاسَب وأُمَحَّص" (١).
(١) الحديث أخرجه هناد بن السري في "الزهد" (١/ ٣٣٠) بالإسناد الذي ساقه المؤلف وأخرجه أيضًا أحمد في "مسنده" (٥/ ٢٥٩) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٤/ ٧٨) وابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ١٤) - وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٥/ ٢٦٥) كلاهما من طريقين عن مطرح بن يزيد به وهذا الإسناد ضعيف جدًا فيه علي بن يزيد الألهاني ومطرح بن يزيد وهما ضعيفان وفيه عبيد الله بن زحر وهو صدوق يخطئ وروايته عن علي بن يزيد ضعفها ابن حبان ضعفا شديدا فقال في "كتاب المجروحين" (٢/ ٦٢ - ٦٣): منكر الحديث جدًا يروي الموضوعات عن الأثبات وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم فلا يحل الاحتجاج بهذه الصحيفة بل التنكب عن رواية عبيد الله بن زحر على الأحوال أولى اهـ. والحديث قد حكم عليه بالوضع ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ١٤) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٩/ ٥٩): رواه أحمد والطبراني بنحوه باختصار وفيهما مطرح بن زياد وعلي بن يزيد الألهاني وكلاهما مجمع على ضعفه ومما يدلك على ضعف هذا أن عبد الرحمن بن عوف أحد أصحاب بدر والحديبية وأحد العشرة وهم أفضل الصحابة والحمد لله اهـ. وقال الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (١١ =