للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأكابر على حمل نعشه (١)، ودُفن تجاه قبر الدَّيْلمي بالقرافة، ولم يخلف بعده فِي مجموعه مثلَه (٢).

* * *

[المبحث الثالث -شيوخه]

أخذ الحافظ (رَحِمَهُ اللهُ) عن عدد كبير من العلماء فِي الفنون المختلفة، فبلغ شيوخه ثلاثين وسبعمائة شيخ، كما فِي "المجمع المؤسّس للمعجم المفهرس" (١/ ١١، ٣/ ٣٦٩)؛ وقد تقدّم فِي الصفحة (٧٢) أَنَّهُ اجتمع له من شيوخ كل فنّ ما لم يقع لأحد فِي عصره.

قَالَ السخاوي: "اجتمع له من الشيوخ المشار إليهم، والمعول - فِي المشكلات - عليهم، ما لم يجتمع لأحد من أهل عصره؛ لأنَّ كل واحد منهم كان متبحرا فِي علمه، ورأسا فِي فنّه الذي اشتهر به، لا يلحق فِيهِ؛ فالتنوخي فِي معرفة القراءت وعلو سنده فيها، والعراقي فِي معرفة علوم


(١) معلومٌ أن صلاة الخلفاء - بعد الصحابة - على الميت، وتزاحُم الأمراء وأكابر على حمل نعشه، ليس له أدنى فائدة على الميت، ولا يزيده شيئًا عند الله عزّ وجلَّ؛ بل إن صلاة العلماء الربّانيين - الذين هم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام - على الميت، هو خير من ذلك، لقربهم من الله عزّ وجلّ؛ إلَّا أن ذلك يدلُّ على مكانة الميت عند النّاس.
(٢) انظر "الجواهر والدرر" (٣/ ١١٩٣ - ١١٩٤)، "الضوء اللامع" (٢/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>