مبتكرات هذه الأمة وخاصيتها التي خصها الله بها ألا وهو علم الحديث رواية ودراية، والذي به يميز بين ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وما لم يثبت. . .
ومن تلك الجهود: ما خلفه الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله من المؤلفات، ومن بينها كتابه "الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس". فقد خدم فيه أحاديث كتاب "الفردوس" حيث إنه أبقى على أسانيده منتخبًا منه الأحاديث الزائدة على ما في كتب الحديث المشهورة. فهذه الخدمة عظيمة وجليلة، ومهمة ونافعة، لا سيما مع فقد "مسند الفردوس"(١).
المراحل الثلاثة التي مرّ بها هذا الكتاب:
وفي سبيل التعريف بالمراحل الثلاثة التي مرّ بها هذا الكتاب نذكر ما يلي:
[١ - كتاب "الفردوس"]
ألفه الحافظ أبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الدَّيْلَمي (ت ٥٠٩ هـ) محاكيا في موضوعه كتاب الشهاب للقُضاعي (ت ٤٥٤ هـ).
ولهذا جاء في تسميته "فردوس الأخبار بمأثور الخطاب مرتبا على
(١) الحمد لله، قد يسر الله الوقوف على بعض أجزائه، انظر المبحث الثاني من الفصل الرابع، من قسم الدراسة.