الذي يظهر من هذه الأقوال -والعلم عند اللَّه تعالى- هو أن أبا يوسف القاضي ليس ممن يُحتمل تفرُّده، وأن حديثه صالح للاعتبار. وعبد اللَّه بن داود (سِنْديلة) هو الأصبهاني العابد، لم أقف له على جرح ولا تعديل، وقد وصفه أبو نعيم في "الحلية"، (١٠/ ٣٩٢)، والمزّي في "تهذيب الكمال" (٦/ ٣٦٩) والحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب"، وفي "نزهة الألباب في الألقاب"، (١/ ٣٧٩، رقم ١٥٧١)، بالعبادة. فالحديث مرسل، لكن له شاهد يتقوّى به ويكون حسنًا لغيره. وهو حديث أسامة بن زيد رضي اللَّه عنه عند البخاري (٣/ ١٣٣، ح ٢٤٦٧)، ومسلم (٨/ ١٦٨، ح ٧٤٢٧)، واللفظ للبخاري، قال: "أشرف النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- على أُطُم من آطام المدينة، فقال: هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفِتَن خلال بيوتكم كمواقع القَطْر". (١) عبد الواحد بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن يُوغَة، أبو الفضل الكرابيسي =