وفي سنده فاروق بن عبد الكبير بن عمر، لم أقف على من وثّقه. لكن للحديث شواهد، منها: ١ - حديث بريدة بن الحُصَيْب رضي اللَّه عنه، أخرجه الترمذي في "السنن"، (٥/ ٦٢٠، ح ٣٦٩٠)، الإِمام أحمد في "المسند"، (٣٨/ ٩٣، ح ٢٢٩٨٩)، وابن حِبّان -مختصرًا- في "الصحيح"، (١٥/ ٣١٥، ح ٦٨٩٢)، من طريق الحسين بن واقد، حدثني عبد اللَّه بن بريدة، قال سمعت بريدة يقول: خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت: يا رسول اللَّه، إني كنت نذرت إن ردك اللَّه صالحا أن أضرب بين يديك بالدف. . . وفيه: فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر فالقت الدف تحت استها ثم قعدت عليه، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن الشيطان ليخاف منك يا عمر. . . ". هذا لفظ الترمذي. وهذا حديثٌ حسَنٌ. قال الترمذي عقب إخراجه: "هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة. وفي الباب عن عمر وسعد بن أبي وقاص وعائشة". وقد أعلّه ابن القطان في "بيان الوهم"، (٣/ ٢٣٧، ح ٢٤٥٨)، بعلي بن الحسين بن واقد، لكن تابعه زيد بن الحباب عند الإِمام أحمد وابن حِبّان؛ وصححه ابن الملقّن في "البدر المنير"، (٩/ ٦٤٥)، وصحّح الألباني شاهده الذي هو حديث عائشة (رضي اللَّه تعالى عنها)، في "الصحيحة"، (١٣/ ٨٠، ٣٢٧٧). وبهذا يرتقي حديث الباب ويكون حسنًا لغيره. واللَّه تعالى أعلم.