وهذا حديث منكر، فالسند الأول، مداره على القاسم بن يزيد بن عبد اللَّه بن قُسَيْط ذكره ابن حِبّان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الذهبي: "حديثه منكر"، وأقرّه ابن حجر، كما تقدم في ترجمته؛ والحارث بن عبد الملك، لم أقف على من وثّقه؛ وفي السند رواة لم أعرفهم. وسند ابن عَدِيّ فيه ابن لَهِيعَة، وهو صدوق خلّط بعد احتراق كتبه، كما تقدم في ترجمته. وقد أشار إلى ضعف هذا الحديث جمع من أهل العلم. قال علي بن المديني -كما ذكر العقيلي بعد تخريج الحديث-: "هو عندي: عطاء بن يسار، وليس لهذا الحديث أصل من حديث عطاء بن أبي رباح، ولا عطاء بن يسار؛ وأخاف أن يكون عطاء الخراساني، لأن عطاء الخراساني يرسل عن عبد اللَّه بن عَبّاس، واللَّه أعلم"؛ قال الذهبي: "أخاف أن يكون كذبا مختلقا". وقال الطبراني -بعد إخراج الحديث- في "الأوسط"، (٣/ ١٠٤، ح ٢٦٢٩): "لا يُروى هذا الحديث عن الفضل إلا بهذا الإسناد تفرّد به الحارث بن عبد الملك". وقال ابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ"، (٣/ ١٥٩٩، ح ٣٥٥٢): "رواه عبد اللَّه بن لهيعة، عن عطاء، عن ابن عباس، وابن لهيعة ضعيف". وقال الهَيْثَمي في "مجمع الزوائد"، (٨/ ٥٩٦، ح ١٤٢٥٢): "في إسناد أبي يعلى عطاء بن مسلم، [الخفاف: صدوق يخطئ كثيرًا، كما في "التقريب" (١/ ٦٧٥)]، وثقه ابن حِبّان وغيره، وضعفه جماعة، وبَقِيّة رجال أبي يعلى ثقات؛ وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم". وحكم عليه بالنكارة الذهبي في =