للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نور الدين علي الخرُّوبي (١)، الرئيس الشهير وكبير التجار بمصر؛ فِي غاية من العفة والصيانة، لم تعرف له صبوة، ودخل فِي الكُتّاب وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره، وكان - رَحِمَهُ اللهُ - ممن رزقه الله الذكاء والنجابة وسرعة الحفظ، حيث كَانَ يحفظ كل يوم نصف حزب، وبلغ من أمره فِي ذلك أَنَّهُ حفظ سورة مريم فِي يوم واحد، ومع ذلك لم يكن حفظه بالدرس والتكرار كطريقة الأطفال، بل كَانَ حفظه تأملًا على طريقة الأذكياء فِي ذلك غالبًا، وقد أتم حفظ القرآن وله من العمر تسع سنين عند الصدر السقطي شارح مختصر التبريزي، ثم حفظ جُمْلَةً وافرةً من المتون العلمية فِي شتى الفنون، مثل عمدة الأحكام للمقدسي والحاوي الصغير لأبيه، ومختصر ابن الحاجب فِي أصول الفقه، وملحة الإعراب فِي النحو وغيرها. وسمع من شيوخ كثيرة فِي مختلف الفنون، وجدّ فيها حَتَّى بلغ الغاية.

وحبب الله إليه علم الحديث النبوي، فأقبل عليه بكلِّيَّته، وأول ما طلبه كَانَ فِي سنة (٧٩٣) إلَّا أَنَّهُ لم يكثر من الطلب إلَّا فِي سنة (٧٩٦) (٢)


= ومحبة الصالحين. فنشأ (رَحِمَهُ اللهُ تعالى) فِي غاية العفة والصيانة.
(١) وكان أبوه قد أوصى به إِلَى رجلين ممن كانت بينه وبينهم مودة هما: زكي الدين أَبُو بكر بن نور الدين علي الخروبي (ت ٧٨٧ هـ)، وكان تاجرًا كبيرًا بمصر. وثانيهما العلامة شمس الدين ابن القطان (ت ٨١٣ هـ)، الذي كَانَ له بوالده اختصاص.
(٢) قَالَ السيوطي فِي "طبقات الحفاظ" (١/ ١١٧): "عانى أولًا بالأدب والشعر =

<<  <  ج: ص:  >  >>