للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ألفاظه ومتونه، دلّ على تضلّع بعلوم زاخرة، وفوائد جمة. وأعرب عن كل غريبة ونادرة، لو سمعها أحمدُ وابنُ معين والمديني وابن سيرين، لقضوا من ذلك العجب، وسلكوا معه الأدب، وقالوا - بعد إمعان النظر -: سبحان من أعطاك يا ابن حجر. . ." (١).

٢ - وأثنى عليه شيخه تقي الدين أَبُو بكر الدُّجْوي (٢) بقوله: "لقد أوتي هذا بسطةً فِي العلم واللَّسْن، وكيف لا؟ وهو الإمام ابن الإمام أَبُو الفضل ابن أبي الحسن. لقد ذكر ابن حجر بفضله العقولَ والأفكار، كما فاق بحَجَره الياقوت بل غيره من الحجار. وإن من الحجارة لما يتفجّر منه الأنهار. فإنه جمع فأوعى، وأوعب جمعا، وأبدع لفظًا ومعنى، وجمع إحسانا وحسنا. فلو شاهد حسنه الجمال المِزِّي، لأطنب فِي الثناء وأسهب، أو الذّهبي، لذهب فِي الإعجاب كلَّ مذهب، أو ابن دقيق الهادي، لاهتدى به واقتفى أثره، أو ابن كثير، لكاثر ببعضه واستكثره. فشكرًا لهذا الإمام شكرًا، فقلد جمّل مصره، وجدد لها فِي الحفاظ ذِكرا. . ." (٣).


(١) "الجواهر والدرر" (١/ ٢٦٥).
(٢) الدُّجْوي: (بالضم والسكون)، نسبة إلى "دُجْوة"، قرية على شط النيل الشرقي على بحر رشيد. انظر "لب اللباب" للسيوطي.
(٣) "الجواهر والدرر" (١/ ٢٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>