للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أتغطى وأستحي ممن تستحي منه الملائكة؟ فقال الحجاج: ما تقول في حق علي بن أبي طالب؟ قال الأعرابي: وما عسى أن أقول في ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج إبنته البتول. ومن قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إن الله ألف بين روحي وروحك وكان عرشه على الماء وزوجك فاطمة واختارك لها من قبل أن يخلق الدنيا بألف عام. فقال الحجاج: فما تقول في الحسن والحسين؟ قال الأعرابي وما عسى أن أقول فيمن ولدتهما البتول، ورباهما الرسول وراعاهما جبرائيل فهل لهما مثل وعديل؟ فقال الحجاج فما تقول في معاوية؟ قال وما عسى أن أقول في خال المؤمنين وكاتب وحي رسول رب العالمين ورديف رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته دلدل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما يلبني منك يا معاوية؟ فقال بطني يا رسول الله. فقال النبي عليه الصلاة والسلام ملأه الله علماً وحلماً. فقال الحجاج ما تقول في يزيد بن معاوية؟ قال الأعرابي كما قال من هو خير مني لمن هو شر منك. قال الحجاج ومن هو خير منك وشر مني؟ فقال الأعرابي موسى عليه السلام خير مني، وفرعون شر منك. قال الحجاج فما قال فرعون لموسى؟ قال قال فما بال القرون الأولى؟ قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى. فقال الحجاج: فما تقول في عبد الملك بن مروان؟ فقال الأعرابي: ذلك والله أخطأ خطيئة ملأت بين السماء والأرض. فقال الحجاج وكيف ذلك؟ قال الأعرابي: ولاك على أمور المسلمين تحكم في أموالهم ودمائهم بجور وظلم. قال فعند ذلك هم الحجاج بالسيف وأشار إلى سيافه ليضرب عنق الأعرابي. قال فحرك الأعرابي شفتيه. فخر السيف ناحيةً، والسياف ناحية. وولى الأعرابي ذاهباً. فقال الحجاج: بحق معبودك ألا أخبرتني

<<  <   >  >>