قال بعضهم: خرج أبو جوالق يوماً فلقيه بعض أصدقائه فقال: إلى أين يا أبا جوالق؟ فقال أشتري حماراً. فقال له صديقه: قل إن شاء الله فقال: ما هذا موضع إن شاء الله. الدراهم في كمي، والحمار في السوق. قال ومضى إلى السوق فسرقت منه دراهمه. فعاد فرآه صديقه حزيناً فقال له: اشتريت الحمار؟ فقال له: سرقت الدراهم إن شاء الله.
[ثوبان القرميني]
قال إسماعيل بن وهب: ركبت يوماً في مركب من البصرة أُريد سيراف. فهاج البحر بريح شديدة، وكان معنا في المركب ثوبان القرميني، فلحظ السماء بطرفه وقال: أقسمت عليك يا مأوى همم العارفين، ألا كشفت عنا الأذى. فما استتم الكلام حتى سكنت الريح، ونجونا. وروي عنه أنه كان إذا جنة الليل، يناجي ربه ويقول:
يا سروري ومنيتي وعمادي ... وأنيسي وبغيثي ومرادي
أنت روح الفؤاد أنت رجائي ... أنت لي مؤنس وشوقك زادي
[أبو الصقر]
قال بكر بن سليمان: مررت يوماً بأبي الصقر فقال لي: أمعك سيورجه قلت وما تريد؟ قال أملي عليك شيئاً قلت نعم. فأخرجت لوحاً كان معي فقال أكتب: