وكان كل من يراه يهابه من سلطان أو غيره. وكان يأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، وكان يقول: يا أيها الناس تزودوا ليوم الدين، يوم تنشر فيه الدواوين، وتنصب فيه الموازين، وينتصف فيه المظلومون من الظالمين. اعملوا، في الأيام تراخ، وفي النفس مهلة، قبل أن تؤخذوا على غرة.
[بكار المجنون]
قال إدريس بن عبد الرحمن: خرجت يوماً من الجامع أُريد الرجوع إلى منزلي، وإذا أنا ببكار المجنون وهو قائم في السوق يقول:" واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله، ثم توفى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون ". فلا يزال كذلك في مربعة مربعة حتى إذا أفلت الشمس نادى:" ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه ". ثم أنشأ يقول:
قال علي بن بكار: سمعت بكار المجنون في جامع البصرة يقول: يا أيها الناس استحيوا من الله حق الحياء، ولا تعبدوه رهباً من نيرانه، ولا طمعاً في جنانه، بل عبوديةً واستحقاقاً.
[نقرة المجنون]
قال عبد الله بن محمد العتبي: بينا أنا ذات يوم في صحن داري إذ هجم علي