وكيع: ناولني خاتمك فناوله، فإذا عليه مكتوب العزة لله. محمد خير البرية، قال له وكيع يا يوحنا! ما تقول في تقدمة أبي بكر وعمر؟ قال أقدمهما في الإمامة، ولا أُقدمهما في المحبة. ثم أقبل على وكيع وقال: يا أبا سفيان وفي المحبة.
[أبو علقمة]
قال أبو زيد النحوي كنت أنا ورجل من قيس ومعه ابن له نريد الجمعة. وأبو علقمة على باب المسجد جالس. فقال الغلام لأبيه: أُكلم أنا أبا علقمة. فقال لا، فأعاد عليه الغلام ثلاثاً فقال له أبوه: أنت أعلم، فقال الغلام يا أبا علقمة! ما بال لحى قيس قليلة خفيفة المؤنة، ولحى اليمن كبيرة عريضة شديدة المؤنة؟ قال: من قول الله تعالى والبلد الطيب يخرج نباته ... والذي خبث لا يخرج إلا نكدا مثل لحية أبيك! قال فجذب القيسي يده من ابنه ودخل في غمار الناس حياءً وتستراً.
[نمير]
قال علي بن ظبيان كان نمير من نساك أهل الكوفة، وكان قد سمع سماعاً حسناً. وكان مواظباً على العبادات. فعرض له، فذهب عقله، وكان لا يأوي سقف بيت. فإذا كان النهار فهو في جبانة القبور، وإذا كان الليل فهو في وسط السطح قائماً على رجليه في البرد والمطر والرياح. وكنا في بعض ما هو فيه من البرد والمطر والرياح، فنزل بكرة ذات يوم يريد المقابر فقلت يا نمير! تنام؟ قال لا، قلت: وما العلة التي منعتك من النوم؟ قال هذا البلاء الذي تراه بي. قلت له: يا نمير! ما تخاف الله تقول البلاء؟ قال: أليس قد جاء في الخبر أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. فقلت أنت أعلم مني قال كلا ومضى.
[سلمة]
قال الحسن بن صالح قلت لسلمة يوماً من الأيام: يا سلمة! أتؤمن بالمعاد؟ ففتح عينيه وغضب وقال: نعم يا حسن كأني أنظر إلى القيامة وقد قامت، وإلى