هذا؟ قال: عبد سوء. فأهوى جبريل عليه السلام بيده إلى رأسه، وقال: كفيت أمره. فتفسخ رأسه ومات. ومر به الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، فقال جبريل عليه السلام: كيف تجده؟ فقال عليه الصلاة والسلام: بئس العبد هو. فضرب جبريل عليه السلام بجندك في وجهه، وقال: كفيت أمره. فعمي ثم مات.
وأنزل الله سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم آية " فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين، إنا كفيناك المستهزئين " يعني الذين سميناهم. فلما آذى أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر الله عنهم فقال:" ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون " وقال: " ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون " وقال: " وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون، وما هو إلا ذكر للعالمين " وعزاه فقال: " ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك " وقال: " كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون ".
ثم ناضل ونضح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجاب عنه جميع ما قيل فيه، ولم يكلفه الإجابة عن نفسه كما كلف غيره من الأنبياء عليهم السلام. ألا ترى أن نوحاً عليه السلام لما قيل له:" إنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِين " قال: " يَا قَوْم لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ " وكذلك هود عليه السلام لما قيل له: " إنا لنراك في