للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبني عبيد الله بن زياد تلك الليلة بأهله أم نافع (١) بنت عمارة بن عقبة ابن أبي معيط. وأتى تلك الليلة برسول الحسين بن علي قد كان أرسله إلى مسلم بن عقيل يقال له: عبد الله بن بقطر (٢). فقتله. وكان قدم مع عبيد الله من البصرة شريك بن الأعور الحارثي وكان شيعة لعلي. فنزل أيضا على هانئ بن عروة. فاشتكى شريك. فكان عبيد الله يعوده في منزل هانئ.

ومسلم بن عقيل هناك لا يعلم به. فهيئوا لعبيد الله ثلاثين رجلا يقتلونه إذا دخل عليهم وأقبل عبيد الله فدخل على شريك يسأل به. فجعل شريك يقول:

ما تنظرون بسلمى أن تحيوها اسقوني ولو كانت فيها نفسي. فقال عبيد الله ما يقول: قالوا: يهجر (٣). وتحشحش القوم في البيت. فأنكر عبيد الله ما رأى منهم. فوثب فخرج ودعا مولى لهانئ بن عروة كان في الشرطة فسأله فأخبره الخبر. فقال: أولا (٤). ثم مضى حتى دخل القصر وأرسل إلى هانئ ابن عروة وهو يومئذ ابن بضع وتسعين سنة فقال: ما حملك على أن تجير عدوي وتنطوي عليه. فقال: يا ابن أخي إنه جاء حق هو أحق من حقك وحق أهل بيتك. فوثب عبيد الله وفي يده عنزة (٥) فضرب بها رأس هانئ حتى خرج الزج (٦) واغترز في الحائط ونثر دماغ الشيخ فقتله مكانه. وبلغ


(١) تاريخ الطبري: ٥/ ٣٦٥.
(٢) ابن كثير. البداية والنهاية: ٨/ ١٦٨. وعبد الله بن بقطر أخو الحسين من الرضاعة ويذكر الطبري: ٥/ ٣٩٤. وابن كثير أيضا: ٨/ ١٦٨ أن رسول الحسين إلى أهل الكوفة هو قيس بن مسهر الصيداوي وسيذكره المصنف في (ص: ٤٦٣).
(٣) انظر تاريخ الطبري: ٥/ ٣٦٣.
(٤) هكذا في الأصل وفي المحمودية، أولى، ولم يتضح معناها لي.
(٥) عنزة: العنزة: عصا في قدر نصف الرمح أو أكثر في طرفها الأعلى سنان مثل سنان الرمح وفي طرفها الأسفل زج كزج الرمح يتوكأ عليها الشيخ الكبير (انظر لسان العرب: ٥/ ٣٨٤ مادة عنز).
(٦) الزج: الحديدة التي تركب في أسفل الرمح. وتركز به الرمح في الأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>