للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخبر مسلم بن عقيل فخرج في نحو من أربع مائة من الشيعة. فما بلغ القصر إلا وهو في نحو ستين رجلا. فغربت الشمس واقتتلوا قريبا من الرحبة. ثم دخلوا المسجد وكثرهم أصحاب عبيد الله بن زياد. وجاء الليل فهرب مسلم حتى دخل على امرأة من كندة يقال لها: طوعة. فاستجار بها. وعلم بذلك محمد بن الأشعث بن قيس فأخبر به عبيد الله بن زياد. فبعث إلى مسلم فجيء به فأنبه وبكته وأمر بقتله. فقال: دعني أوصي. قال: نعم. فنظر (١) إلى عمر بن سعد بن أبي وقاص فقال: إن لي إليك حاجة وبيني وبينك رحم.

فقال عبيد الله: انظر في حاجة ابن عمك. فقام إليه فقال: يا هذا إنه ليس هاهنا رجل من قريش غيرك. وهذا الحسين بن علي قد أظلك فأرسل إليه رسولا فلينصرف. فإن القوم قد غروه وخدعوه وكذبوه. وإنه إن قتل لم يكن لبني هاشم بعده نظام. وعلي دين أخذته منذ قدمت الكوفة فاقضه عني. واطلب جثتي من ابن زياد فوارها (٢). فقال (٣) له ابن زياد: ما قال لك؟ فأخبره بما قال. فقال: قل له: أما مالك فهو لك لا نمنعك منه وأما حسين. فإن تركنا لم نرده. وأما جثته فإذا قتلناه لم نبال ما صنع به. ثم أمر به فقتل. فقال عبد الله بن الزبير الأسدي (٤) في ذلك:

إن كنت لا تدرين ما الموت فانظري … إلى هانئ في السوق وابن عقيل (٥)


(١) في الأصل مكررة.
(٢) انظر مقتله ووصيته في تاريخ الطبري: ٥/ ٣٧٦. ٣٧٧ بسياق مقارب من طريق أبي مخنف.
(٣) من هنا بداية سقط من نسخة المحمودية بمقدار ورقة.
(٤) هو عبد الله بن الزبير- بفتح الزاي المشددة والباء الموحدة مكسورة- بن سليم الأسدي الكوفي. له أخبار مع عبد الله بن الزبير بن العوام وله ترجمة في تاريخ دمشق (ص: ٥٠٦) من جزء حرف العين.
(٥) أورد الطبري في تاريخه: ٥/ ٣٨٠ هذا الشعر باختلاف في بعض الألفاظ وفي ترتيب الأبيات. وعددها عنده ثمانية. ونسبه إلى عبد الله بن الزبير. وقال: ويقال: قاله الفرزدق.
والشعر في مقاتل الطالبيين: ص ١٠٨ منسوب لابن الزبير الأسدي. وأيضا في تاريخ دمشق في ترجمة ابن الزبير الأسدي. والكامل لابن الأثير: ٤/ ٣٦. ونسبه في لسان العرب لسليم بن سلام الحنفي: ٤/ ٥٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>