للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العطش فما زال بذلك حتى مات (١).

[وجاء شمر بن ذي الجوشن فحال بين الحسين وبين ثقله (٢). فقال الحسين: رحلي لكم عن ساعة مباح. فامنعوه من جهالكم وطغامكم (٣) وكونوا في دنياكم أحرارا إذا (٤) لم يكن لكم دين.] فقال شمر: ذلك (٥) لك يا ابن فاطمة. قال: فلما قتل أصحابه وأهل بيته بقي الحسين عامة النهار لا يقدم عليه أحد إلا انصرف حتى أحاطت به الرجالة. فما رأينا مكثورا (٦) قط أربط جأشا منه. إن كان ليقاتلهم قتال الفارس الشجاع. وإن كان ليشد عليهم فينكشفون عنه انكشاف المعزى شد فيها الأسد. فمكث مليا من النهار والناس يتدافعونه ويكرهون الإقدام عليه. فصاح بهم شمر بن ذي الجوشن:

ثكلتكم أمهاتكم ماذا تنتظرون به؟ أقدموا عليه. فكان أول من انتهى إليه.

زرعة بن شريك التميمي فضرب كتفه اليسرى. وضربه حسين على عاتقه فصرعه. وبرز له سنان بن أنس النخعي فطعنه (٧) في ترقوته. ثم انتزع الرمح


(١) روى ذلك الطبري في تاريخه: ٥/ ٤٤٩ - ٤٥٠ من طريق الكلبي بسياق آخر.
وانظر ابن الأثير الكامل: ٤/ ٧٥. ٧٦.
(٢) ثقله: أي متاعه وحشمه (اللسان: ١١/ ٨٧).
(٣) الطغام: أراذل الطير والسباع وهم أيضا أراذل الناس وأوغادهم. (اللسان:
١٢/ ٣٦٨ كمادة طغم).
(٤) في المحمودية:، إذ،.
(٥) في المحمودية:، ذاك،.
(٦) مكثورا: مغلوبا أو مقهورا أي تكاثر عليه الناس فقهروه (اللسان: ٥/ ١٣٣ مادة كثر).
(٧) أغلب المصادر تذكر أن قاتل الحسين هو سنان بن أنس النخعي. وفي تاريخ خليفة (ص: ٢٣٥) قاتله: شمر بن ذي الجوشن وكذا في جمهرة أنساب العرب:
(ص: ٢٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>