للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بينه وبينه سمية. وقال: قد كنت أرضى من طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين. فرحم الله أبا عبد الله عجل عليه ابن زياد. أما والله لو كنت صاحبه ثم لم أقدر على دفع القتل عنه إلا بنقص بعض عمري لأحببت أن أدفعه عنه.

ولوددت أني أتيت به سالما. ثم أقبل على علي (١) بن حسين فقال: أبوك قطع رحمي ونازعني سلطاني فجزاه الله جزاء القطيعة والإثم. فقام رجل من أهل الشام فقال: إن سباياهم لنا حلال (٢). [فقال علي بن حسين:

كذبت ولؤمت ما ذاك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتأتي بغير ديننا] (٣).

فأطرق يزيد مليا. ثم قال للشامي: اجلس. ثم أمر بالنساء فأدخلن على نسائه وأمر نساء آل أبي سفيان فأقمن المأتم على الحسين ثلاثة أيام. فما بقيت منهن امرأة إلا تلقتنا تبكي وتنتحب. ونحن على حسين ثلاثا. وبكت أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز على حسين. وهي يومئذ عند يزيد بن معاوية.

فقال يزيد: حق لها أن تعول على كبير قريش وسيدها. وقالت فاطمة بنت علي لامرأة يزيد: ما ترك لنا شيء. فأبلغت يزيد ذلك. فقال يزيد: ما أتى إليهم أعظم. ثم ما ادعوا شيئا ذهب لهم إلا أضعفه لهم. ثم دعا بعلي بن حسين. وحسن بن حسن. وعمرو بن حسن. فقال لعمرو بن حسن وهو يومئذ ابن إحدى عشرة سنة: أتصارع هذا؟ يعني خالد بن يزيد. قال:

لا. ولكن أعطني سكينا وأعطه سكينا حتى أقاتله. فضمه إليه يزيد. وقال:

شنشنة أعرفها من أخزم (٤). هل تلد الحية إلا حية؟! ثم بعث يزيد إلى المدينة: فقدم عليه بعده من ذوي السن من موالي بني هاشم. ثم من موالي


(١) حرف الجر، على، ساقط من المحمودية.
(٢) الذي في تاريخ الطبري: ٥/ ٤٦١ وابن الأثير. الكامل: ٤/ ٨٦ أن يزيد قال:
لو شئت لفعلت ذلك. أي جعلتهم سبايا. وأن الذي رد عليه فاطمة بنت الحسين.
(٣) انظر نسب قريش (ص: ٥٨).
(٤) مثل يضرب لمن يشبه أصله. وهو مثل قولهم: العصا من العصية. وهل تلد الحية إلا حية (انظر مجمع الأمثال للميداني: ١/ ٣٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>