للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بني علي (١). وضم إليهم أيضا عدة من موالي أبي سفيان. ثم بعث بثقل الحسين ومن بقي من نسائه واهله وولده معهم. وجهزهم بكل شيء لم يدع لهم حاجة بالمدينة إلا أمر لهم بها. وقال لعلي بن حسين: إن أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك ونعرف لك حقك فعلت. وإن أحببت أن أردك إلى بلادك وأصلك. قال: بل تردني إلى بلادي. فرده إلى المدينة ووصله (٢). وأمر الرسل الذين وجههم معهم أن ينزلوا بهم حيث شاءوا.

ومتى شاءوا (٣). وبعث بهم مع محرز بن حريث (٤) الكلبي. ورجل من بهراء (٥). وكانا من أفاضل أهل الشام.

قال: وبعث يزيد برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد بن العاص وهو عامل له يومئذ على المدينة (٦) فقال عمرو: وددت أنه لم يبعث به إلي. فقال


(١) في المحمودية:، من موالي علي،.
(٢) انظر نسب قريش (ص: ٥٨).
(٣) النص من قول سكينة بنت الحسين: يا يزيد … إلى هنا أورده الطبري في تاريخه:
٥/ ٤٥٧ - ٤٦٢ بسياق مختلف في التقديم والتأخير والزيادة. من رواية أبي مخنف.
(٤) في المحمودية، حريث بن مسعود،.
(٥) في المحمودية، من بني بهراء، وبهراء قبيلة نزل أكثرها مدينة حمص من الشام وهم من قضاعة أخو بلي بن عمرو (انظر اللباب في تهذيب الأنساب:
١/ ١٩١).
(٦) ذكر المصنف هذا القول ضمن الإسناد الجمعي الذي قدم به مقتل الحسين رضي الله عنه وذلك الإسناد لا تقوم به حجة. وقد أشار ابن كثير في البداية والنهاية:
٨/ ٢٠٤ إلى هذا القول ونسبه إلى ابن سعد ثم نقل عن ابن أبي الدنيا من طريق عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن عمر بن صالح- قال: وهما ضعيفان- أن الرأس لم يزل في خزانة يزيد حتى توفي. فأخذ من خزانته فكفن ودفن داخل باب الفراديس من مدينة دمشق. وفي رواية أخرى أخرجها ابن عساكر في ترجمة ريا حاضنة يزيد أن رأس الحسين وضع في خزائن السلاح حتى كان زمن سليمان بن عبد الملك فدفن في مقبرة المسلمين. ثم لما جاءت دولة بني العباس نبشوه وأخذوه معهم (مختصر تاريخ دمشق: ٨/ ٣٦٩)، وأورد الذهبي في السير:
٣/ ٣١٩ سند هذه الحكاية عن ابن عساكر هكذا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ابن يزيد الحضرمي: حدثني أبي عن أبيه قال أخبرني أبي. حمزة بن يزيد الحضرمي. قال: رأيت امرأة … ثم قال الذهبي: وهي قوية الإسناد.
قلت: ريا حاضنة يزيد. قال ابن عساكر: إنها عمرت إلى زمن الدولة العباسية ولم يذكر فيها جرحا ولا تعديلا فهي مستورة الحال. ومحمد بن يحيى ابن حمزة قال فيه ابن حبان في الثقات ٩/ ٧٤: ثقة في نفسه. ويتقى حديثه ما روى عنه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأخوه عبيد فإنهما يدخلان عليه كل شيء. وهذا الخبر من رواية ابنه أحمد. فهو مما يتقى ويترك.
وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ٨/ ٢٠٤: وادعت الطائفة المسمون بالفاطميين أن رأس الحسين وصل إلى الديار المصرية ودفنوه بها وبنوا عليه المشهد المشهور به في مصر قال: وقد نص غير واحد من أئمة أهل العلم على أنه لا أصل لذلك.
وقال أيضا ٨/ ١٦٥:، والصحيح إنه لم يبعث برأس الحسين إلى الشام،.
ثم قال في ٨/ ٢٠٤: فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير أنه بعث به ابن زياد إلى يزيد بن معاوية ومن الناس من أنكر ذلك. وعندي أن الأول أشهر فالله أعلم.
قلت: لا يلزم من اشتهار القول أن يكون هو الصواب. وقد صحح ابن كثير القول بأن رأس الحسين لم يبعث إلى الشام صراحة كما ترى. وهذا هو الذي قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع متعددة من الفتاوى: ٣/ ٤١١ و ٤/ ٤٨٦.
وانظر سؤال في يزيد ص ١٧. والروايات في حمل الرأس إلى الشام ثم إلى المدينة كلها ضعيفة ومتناقضة. والذي صححه الأئمة وثبت في صحيح البخاري كما تقدم في التعليق على الإسناد رقم (٤٤٤) أن الرأس حمل إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة.
وانظر مزيدا من الأقوال في هذه المسألة (النويري، نهاية الأرب: ٢٠/ ٤٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>