للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان عبد الله بن الزبير يوم قبض النبي -صلى الله عليه وسلم- له نحو من ثلاثين (١) سنة ولا نعلمه غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا ولا روى عنه حديثا.


(١) ذكر هذا ابن عبد البر في الاستيعاب: ٣/ ٩٠٥. وابن الأثير في أسد الغابة:
٣/ ٢٤١. ونسبه ابن حجر في الإصابة: ٤/ ٨٩ إلى الواقدي. وفي العقد الثمين:
٥/ ١٤٠ قال: استشهد بأجنادين عن نحو ثلاثين سنة.
ولسائل أن يقول: إذا كان هذا عمره يوم وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-. فما وجه إدخال ابن سعد له في الطبقة الخامسة من الصحابة؟
ومن المعلوم أنه حدد أصحاب هذه الطبقة بأنهم الذين توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهم أحداث الأسنان ولم يغز أحد منهم معه.
وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب لم يكن حدث السن وقت وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- كما توضحه الرواية وكما يدل عليه اشتراكه في معركة أجنادين. وبهذه الصفة من المبارزة والإثخان في العدو. ولعل ابن سعد نظر إلى كونه لم يغز مع النبي -صلى الله عليه وسلم- كما نص على ذلك. ولكن هل كل من لم يغز مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يدخل في هذه الطبقة وإن كان كبيرا في السن؟ لقد نقل الحافظ في الإصابة: ٤/ ٨٩ عن الزبير بن بكار من طريق حسين بن علي قال: كان ممن ثبت يوم حنين العباس وعلي وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب وغيرهم. قال الحافظ: وكذا قال الواقدي وابن عائذ وأبو حذيفة.
قلت: فإن كان محفوظا أنه اشترك في حنين. فلا يكون من أهل الطبقة الخامسة. وبمراجعة السيرة النبوية بتهذيب ابن هشام: ٢/ ٤٤٣ نجد ابن إسحاق ينص على أسماء الذين ثبتوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم حنين من أهل بيته فلا يذكر منهم ابن الزبير هذا. وابن إسحاق أوثق وأعلم بالسيرة من هؤلاء الذين ذكرهم ابن حجر. وصنيع ابن سعد في جعله من الطبقة الخامسة يؤكد ما ذهب إليه ابن إسحاق والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>