للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فمن يومئذ سمي العائذ. وأقام بمكة لا يعرض لأحد ولا يعرض له أحد.

فكتب يزيد بن معاوية إلى عمرو بن سعيد أن يوجه إليه جندا فسأل عمرو ابن سعيد: من أعدى الناس لعبد الله بن الزبير؟ فقيل أخوه عمرو بن الزبير (١). فولاه شرطه بالمدينة فضرب ناسا كثيرا من قريش والأنصار بالسياط. وقال: هؤلاء شيعة عبد الله بن الزبير. وفر منه قوم كثير في نواحي المدينة. ثم وجه إلى عبد الله بن الزبير في جيش من أهل الشام ألف رجل.

وأمره بقتاله فمضى عمرو بن الزبير حتى قدم مكة فنزل بذي طوى (٢).

وأتى الناس عمرو بن الزبير يسلمون عليه. وقال: جئت لأن يعطي عبد الله الطاعة ليزيد ويبر قسمه. فإن أبى قاتلته. فقال له جبير بن شيبة (٣): كان غيرك أولى بهذا منك. تسير إلى حرم الله وأمنه. وإلى أخيك في سنة.

وفضله. تجعله في جامعة. ما أرى الناس يدعونك وما تريد. قال: أرى أن أقاتل من حال دون ما خرجت له. ثم أقبل عمرو. فنزل داره عند الصفا.

وجعل يرسل إلى أخيه. ويرسل إليه أخوه فيما قدم له. وكان عمرو يخرج فيصلي بالناس. وعسكره بذي طوى. وابن الزبير معه يشبك أصابعه في أصابعه. ويكلمه في الطاعة. ويلين له الكلام. فقال عبد الله بن الزبير:

ما بعد هذا شيء إني لسامع مطيع. أنت عامل يزيد وأنا أصلي خلفك.

ما عندي خلاف. فأما أن تجعل في عنقي جامعة ثم أقاد إلى الشام. فإني نظرت في ذلك فرأيته لا يحل لي أن أحل بنفسي. فراجع صاحبك (٤).


(١) عمرو بن الزبير بن العوام (انظر ترجمته في الطبقات الكبرى: ٥/ ١٨٥).
(٢) ذو طوى: بضم الطاء المهملة مكان معروف إلى اليوم في جرول. به بئر ماء.
وتقع أمام مستشقى الولادة. في قبلته. (المعالم الجغرافية في السيرة:
ص ١٨٨).
(٣) جبير بن شيبة بن عثمان بن طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار له ذكر في نسب قريش (ص: ٢٥٣).
(٤) ذكر هذه المحاورة الذهبي في سير أعلام النبلاء: ٣/ ٤٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>